اطَّلعتُ علَى آخرِ تقريرٍ للسكَّانِ، الذِي أعدَّتهُ الهيئةُ العامَّةُ للإحصاءِ وبرنامجِ التحوُّلِ الوطنيِّ، والذِي أظهرَ نتائجَ إجماليِّ عددِ السكَّانِ حوالَى 32 مليونَ نسمةٍ، منهُم حوالَى 18 مليونَ نسمةٍ مِن السعوديِّينَ، أي بنسبةٍ بلغتْ 58.4% من إجماليِّ السكَّانِ، فِي حينِ بلغَ عددُ السكَّانِ غير السعوديِّينَ حوالَى 13 مليونَ نسمةٍ، بنسبةٍ بلغتْ 41.6% من إجماليِّ السكَّانِ.
وبلغَ وسيطُ العمرِ لإجماليِّ السكَّانِ؛ 29 عامًا، بينمَا بلغَ وسيطُ العمرِ لإجماليِّ السكَّانِ السعوديِّينَ، 22 عامًا، وللسكَّانِ غيرِ السعوديِّينَ 34 عامًا، كمَا مثَّلتِ الفئةِ العمريَّةِ 30 سنةً فأقل، نسبةَ 51.1% مِن إجماليِّ السكَّانِ، بينمَا مثَّلتْ نسبةُ السعوديِّينَ للفئة العمريَّةِ نفسِهَا 62.9% من إجماليِّ السكَّانِ السعوديِّينَ، وهذَا مَا أصبحَ واضحًا فِي المملكةِ فِي السنواتِ الأخيرةِ بتبنِّيهَا إستراتيجيَّة واضحة للاستثمارِ فِي شريحةِ الشَّبابِ تحتَ سنِّ 30 عامًا، والذِي يظهرُ فِي مختلفِ القطاعاتِ الحيويَّةِ، مِن التعليمِ إلى السياحةِ والترفيهِ، والرعايةِ الصحيَّةِ، ففِي قطاعِ التعليمِ تعملُ المملكةُ علَى تطويرِ البرامجِ والمناهجِ؛ لتواكبَ احتياجاتِ سوقِ العملِ المتغيِّرةِ، وتركِّزُ علَى تعزيزِ المهاراتِ القياديَّةِ والرياديَّةِ والبحثيَّةِ والابتكارِ لدَى الطلبةِ، معَ ربطِ التعليمِ بالتدريبِ العمليِّ فِي بيئاتِ العملِ، وفِي المجالِ السياحيِّ والترفيهيِّ، فقدْ أطلقتِ المملكةُ العديدَ مِن المشروعاتِ الضخمةِ الموجَّهةِ لفئةِ الشَّبابِ والشَّاباتِ، مثل مشروعِ (نيوم)، ومشروعِ (القدية)، ومشروعِ (البحر الأحمر)، والمواسمِ الترفيهيَّةِ السنويَّةِ التِي تعدُّهَا هيئةُ الترفيهِ، واستقطاب الفعاليَّاتِ الرياضيَّةِ المحليَّةِ والعالميَّةِ، كمَا تستثمرُ فِي إنشاءِ مرافقَ صحيَّةٍ متطوَّرةٍ، معَ التركيزِ علَى التوعيةِ الصحيَّةِ والرياضيَّةِ، والنشاطاتِ البدنيةِ لفئةِ الشَّبابِ.
إنَّ هذَا التوجُّهَ الصحيحَ للمملكةِ فِي الاهتمامِ بفئةِ الشبابِ لتمكينِهِم، وتزويدِهِم بالمهاراتِ والفرصِ، هُو أساسٌ لبناءِ مستقبلِ الوطنِ، وتحقيقِ رؤيةِ المملكةِ 2030.
وكذلك أظهرت نتائج التقرير؛ أن منطقة الرياض هي الأكثر كثافة سكانية، حيث بلغ إجمالي سكانها حوالى 8 ملايين نسمة، وذلك بنسبة بلغت 26.7% من إجمالي السكان حسب المناطق الإدارية، بينما كانت الباحة هي الأقل كثافة سكانية، والتي بلغ إجمالي سكانها حوالى 300 ألف نسمة، أي مثلت نسبة 1.1% من إجمالي السكان حسب المناطق الإدارية، وبرأيي أنَّ مدينة الباحة هي الوجهة السياحية الواعدة التي تستحق المزيد من الاهتمام، والاستثمارِ فِي تطويرِ البنيةِ التحتيَّةِ، والخدماتِ السياحيَّةِ؛ ممَّا سيجعلهَا وجهةً سياحيَّةً رائدةً علَى المستوَى الإقليميِّ والعالميِّ.
كمَا أظهرتْ نتائجُ التقريرِ أنَّ معدَّلَ الخصوبةِ الكلِّي للسكَّانِ هُو 2.1 طفل لكلِّ أُنثَى فِي سنِّ الإنجابِ، بينمَا بلغَ معدَّلُ الخصوبةِ الإجماليُّ للسكَّانِ السعوديِّينَ 2.8 طفل لكلِّ أُنثَى فِي سنِّ الإنجابِ، وممَّا لفتَ انتباهِي أنَّ معدَّلَ الخصوبةِ الكليَّ بلغَ بحسبِ المناطقِ الإداريَّةِ أعلَى مستوياتِهِ فِي منطقةِ الجوفِ 3.6، ثمَّ نجران 3.1 طفلٍ لكلِّ أُنثَى فِي سنِّ الإنجابِ، فِي حين أنَّ أدنَى معدَّلٍ للخصوبةِ الكليِّ كانَ فِي منطقتَي مكَّة المكرَّمة 1.8، وتليهَا الرياضُ 1.9 طفل لكلِّ أُنثَى فِي سنِّ الإنجابِ، والسَّببُ فِي زيادةِ الإنجابِ قدْ يعودُ إلى بعضِ العواملِ الثقافيَّةِ والاجتماعيَّةِ، وعدمِ عملِ المرأةِ؛ ممَّا يشجِّعُ علَى الإنجابِ المتزايدِ.
إنَّ معالجةَ هذهِ العواملِ وزيادةَ برامجِ التوعيةِ والتثقيفِ، وأهميَّة تنظيمِ الأسرةِ، سيكونُ لهُ الدَّورُ الكبيرُ فِي الحدِّ مِن ارتفاعِ معدَّلاتِ الخصوبةِ فِي بعضِ المناطقِ.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
