في خضمِ تحدِّياتِ الحياةِ اليوميَّةِ، قدْ يكونُ من السهلِ الانزلاقِ إلى مشاعرِ الاكتئابِ، ومعَ ذلكَ من الضروريِّ علَى المكتئبِ أنْ يتَّخذَ خطواتٍ فعَّالةٍ للحفاظِ على التفاؤلِ والوقايةِ من الاكتئابِ؛ لأنَّ الصحَّةَ العقليَّةَ تلعبُ دورًا حاسمًا فِي جودةِ حياتِنَا وسعادتِنَا.
الاكتئابُ هُو حالةٌ طبيَّةٌ تؤثِّرُ علَى الحالةِ النفسيَّةِ والعاطفيَّةِ، وقدْ تؤدِّي إلى تأثيراتٍ سلبيَّةٍ على الصحَّةِ الجسديَّةِ. وتجنُّبِ الاكتئابِ ليسَ فقطْ مهمًّا للحفاظِ على التوازنِ العاطفيِّ، بلْ يسهمُ -أيضًا- فِي تحسينِ الإنتاجيَّةِ والرفاهيَّةِ العامَّةِ، فعندمَا نبقَى إيجابيِّينَ يكونُ لدينَا القدرةُ على التعاملِ معَ التحدِّياتِ بشكلٍ أفضلَ؛ ممَّا يعزِّزُ مِن قدرتِنَا على تحقيقِ أهدافنَا والشعورِ بالرِّضَا الشخصيِّ.
العناية الذاتية ضرورية للحفاظ على الصحة النفسية، ويشمل ذلك ممارسة الرياضة بانتظام، وتناول غذاء صحي، والحصول على قسط ٍكافٍ من النوم، ويمكن أنْ تكون الأنشطة مثل القراءة أو الرسم مفيدة في تحسين المزاج وتقليل التوتر.
الروابطُ الاجتماعيَّةُ القويَّةُ توفِّرُ دعمًا عاطفيًّا هامًّا. حافظْ على التواصلِ معَ الأصدقاءِ والعائلةِ، فوجودُ شبكةِ دعمٍ قويَّةٍ أسريَّةٍ يمكنُ أنْ يساعدَ في تخفيفِ شعورِ المكتئبِ بالوحدةِ، ويوفِّر شعورًا بالانتماءِ.
وتحديدِ أهدافٍ صغيرةٍ وقابلةٍ للتحقيقِ والإنجازِ تعزِّز من الثقةِ بالنَّفسِ، أيضًا التأمُّل واليوغا يمكنُ أنْ تساعدَ في إدارةِ التوترِ وتحسينِ الحالةِ النفسيَّةِ، وممارسة اليقظةِ والتأمُّل يمكنُ أنْ تقللَ من القلقِ وتعزِّزَ من الشعورِ بالهدوءِ الداخليِّ، والقرآنُ الكريمُ قد أكَّد على ذلكَ وأمرنَا بالتفكُّر والتأمُّل في آياتٍ قرآنيَّةٍ عديدةٍ مثل قولِهِ تعالَى: (أَفَلَا يَتَفَكَّرُونَ)، و(أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيفَ خُلِقَتْ)، ولنَا فِي رسولِنَا الكريمِ محمَّدٍ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- قدوةٌ، حيثُ كانَ لهُ فتراتٌ للتأمُّل في غارِ حراءِ.
والعطاءُ بشكلٍ عامٍّ علاجٌ فعَّالٌ للاكتئابِ، فمساعدةُ محتاجٍ للمالِ، أو العلمِ، أو النصيحةِ، أو حتَّى تحسين البيئةِ المحيطةِ لوْ بزرعِ شجرةٍ سيكونُ لهَا تأثيرٌ إيجابيٌّ.
فتحدِّي الأفكارِ السلبيَّةِ واستبدالُ بِهَا تأكيداتٍ إيجابيَّة يمكنُ -أيضًا- أنْ تعزِّزَ مِن النظرةِ المتفائلةِ للحياةِ. فالحفاظُ على التفاؤلِ، وتجنُّب الاكتئابِ يتطلَّب جهدًا واعيًا ومستمرًّا، من خلالِ تبنِّي إستراتيجيَّاتِ العنايةِ الذاتيَّةِ وبناءِ علاقاتٍ ناجحةٍ ودائمةٍ.