.. هذهِ الضجَّةُ الكبيرةُ التِي أحدثَهَا فيلمُ «حياة الماعز»، والتِي ربَّمَا أُخذتْ عَن روايةِ «أيَّام الماعزِ» للرِّوائيِّ الهنديِّ (بنيامين)، والتِي صدرتْ قبلَ أكثرِ مِن ستة عشر عامًا، والتِي استوحتْ خيالاتِهَا وبناءَهَا السَّرديَّ مِن قصَّةِ عاملٍ هنديٍّ عاشَ فِي السعوديَّةِ قبلَ صدورِ الرِّوايةِ بسنواتٍ طوالٍ..
وبعيدًا عَن كلِّ المغالطاتِ والمبالغاتِ، وكميَّةِ الأحقادِ المتدثِّرةِ بأهدافٍ مباشرةٍ لتشويهِ صورةِ وسمعةِ المملكةِ العربيَّةِ السعوديَّةِ، والمجتمعِ السعوديِّ، فإنَّ ثمَّةَ أسئلةً تفرضُ ذاتَهَا للوقوفِ والتأمُّلِ بينَ يديَّ هذَا الفيلمِ المحنَّطِ بحنوطِ النَّوايَا الشِّريرةِ...!!
*****
.. أوَّل هذهِ الأسئلةِ إلحاحًا هُو أنَّ القصَّةَ بصرفِ النَّظرِ عَن واقعيَّتِهَا وصدقِ أحداثِهَا هِي قديمةٌ، فلماذَا الآنَ بالذَّاتِ يُعملُ هذَا الفيلمُ؟! وفِي هذَا الظَّرفِ الدَّقيقِ والحسَّاسِ جدًّا؟!
أينَ هِي بوهيميَّاتُ الخيالِ الماعزيِّ طوالَ تلكَ السِّنين؟!
ثمَّ مَن يقفُ خلفَ هذَا العملِ؟ ومَن موَّلهُ بكلِّ تلكَ الميزانيَّةِ الضَّخمةِ؟ ومَن يقفُ خلفَ الدَّعمِ اللوجستيِّ الخفيِّ لعملِ هذَا الفيلمِ السيِّئِ ومُحاوَلة إحداثِ كلِّ هذَا الصَّخبِ مِن ورائِهِ...؟!!
*****
.. استفهاماتٌ كثيرةٌ تُلقِي بظلالِهَا علَى هذَا العملِ، وإجاباتِهَا قدْ لَا تخفَى علَى أحدٍ.. ولكنْ دعونَا نتجاوزْ تفاصيلَ الفيلمِ وأحداثَهُ ومغالطاتِهِ ومكرَّراتِ مبالغاتِهِ إلى قراءةِ المَشهدِ بشكلٍ عامٍّ، ونتوقَّفْ عندَ مجموعةٍ مِن المؤكَّداتِ لَا تنفكُّ عمَّا يجرِي مِن حولِنَا..!!
*****
.. أوَّلًا: نحنُ مستهدَفُونَ بشكلٍ أساسٍ ومكثَّفٍ ومركَّزٍ مِن المشروعِين الصهيونيِّ، والغربيِّ، ومشروعات اخرى، ومَا نتعرَّضُ لهُ مِن حملاتِ تشويهٍ، وهجماتِ تحريضٍ، ومحاولةِ شيطنةِ السعوديَّةِ، هِي مِن مخاضِ هذهِ المشروعاتِ؛ بهدفِ تشويهِ مكانةِ المملكةِ، ومحاولةِ إضعافِ أدوارِهَا ومسؤوليَّاتِهَا..
جميعُ هذهِ المشروعاتِ علَى اختلافِ ايدلوجيَّاتِهَا تتقاربُ وتتكاملُ، وربَّما تتحدُّ ضدَّنَا فِي الأهدافِ والغاياتِ..!!
*****
.. وثانيا: بذات الأحقاد، هناك أدوات تنفيذية لتحقيق مآرب هذه المشروعات، وربما مآربها هي، من خلال ذلك التجييش الكامل من الإخونج، والعملاء، والمرتزقة، والمشردين، ومن في سياقهم من الباغضين لنا.. ولا تحسبوا أن (الماعز) هي نهاية المطاف، فسوارح (القطيع) لن تنتهي أو تتوقف.
وكلَّمَا مررنَا بموسمِ حجٍ، أو احداثٍ فِي المنطقةِ، أو مناسباتٍ عالميَّةٍ لنَا تزدادُ حملاتُهُم شراسةً، وممَّا يؤلمُنَا ولَا يؤثِّرُ فينَا هُو أنَّ صُلبَ هذَا القطيعِ هُو مِن أصلابِنَا العربيَّةِ..!!
*****
.. وثالثًا: نحمدُ اللهَ أنَّنَا نزدادُ لُحمةً كلَّمَا هاجمُونَا، ونزدادُ وعيًا فِي مواجهةِ تلكَ الحملاتِ والتَّصدِّي لهَا.. وأصبحنَا نمتلكُ مناعةً حصينةً جدًّا جدًّا مِن كلِّ المغرضاتِ..!!
*****
.. وبينَ يديَّ الفيلمِ نطرحُ حقيقتَينِ:
١- أنَّنا لسنَا مجتمعًا ملائكيًّا، مثلنَا مِثْل أيِّ مجتمعٍ بشريٍّ، لكنَّ الحالةَ الفرديَّةَ لَا تُمثِّلُ السلوكَ الجمعيَّ.
٢- لدينَا الملايينُ مِن المقيمِينَ نعاملُهُم كإخوةٍ، ونتعاملُ معَهُم بالحُسنَى، وبعضُهُم هُم أوَّل مَن يتصدَّى لتلكَ الحملاتِ..!!
*****
.. بَقِيَ أنْ أقولَ: إنَّ علَى إعلامِنَا المسموعِ والمرئيِّ والمقروءِ، أنْ يكونَ حريصًا دقيقًا مدروسًا فِي طرحِ قضايَانَا.. فالمرحلةُ حسَّاسةٌ..!!