Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محسن علي السهيمي

الماعز والجدار الأبيض!

A A
ما حصل في الفيلم الهندي حياة الماعز‬ أمر يقع في (كل دول العالم)، وهو إن وقع في أي دولة خليجية - ومنها السعودية- فإن أهم أسبابه تعود للكثرة الكاثرة من الوافدين وتزايدهم في الخليج حتى تاخم - وربما فاق- تعدادهم في بعض دول الخليج تعداد سكان الدولة التي يقيمون فيها.

المقرر أن (كل دول العالم) تحصل فيها أخطاء تكون أحيانًا فادحة بحق بعض الوافدين، وليس هناك دولة مبرَّأة من ذلك، والأهم في هذه الحادثة وغيرها من الحوادث أن نعلم أنها لا تمثل الحكومات ولا منهجها، وأنها تظل في حُكم الحالات النادرة التي لا تمثل أخلاقيات الشعب ومبادئه، وأنها تؤكد على أن مرتكبيها ينقصهم الوعي، بل وتُثبت لنا أن الأخطاء واقعة لا محالة مهما كانت الاحترازات والضمانات.

أما الأعجب في هذه الحادثة تحديدًا فهو كميةُ الحقد والتشفِّي الهائلة التي نفثتها بعض الألسن عبر وسائل التواصل المختلفة، وكذلك جَعْلُ بعض المترصدِين من هذه النقطة السوداء الصغيرة نقطة ضخمة حتى طغت على بياض اللوحة وصادرته، ونسفُ كل فضيلة وإحسان ويد لهذه الوطن (السعودية) ومواطنيه بسبب هذه الحادثة المُبالغ فيها، وتعامي الساخطِين عن حالات مشابهة - وربما أشد قسوة- في بلدانهم وبلدان أخرى، ومع هذا فإن هذه الحالة (لم ولن) تمنع تدفق آلاف الوافدين من الهند وغيرها إلى السعودية ودول الخليج، وهو ما يعني أن الحالات النادرة مهما كان ضررها لا يقيم لها العقلاء وزنًا.

أما ما يمكن أن يُستفاد من هذه الحادثة تحديدًا فهو ألا نتجاهل عن أن هناك أعمالًا أدبية (روايات) وفنية (دراما) محليَّة لا يختلف مضمونها كثيرًا عن مضمون هذا العمل (حياة الماعز) أعطت صورة غير جيدة عن مجتمعنا تحت عباءة (حرية الإبداع والفن) وهو الأمر الذي جرَّأ الآخرين لإنتاج هذا العمل المبالغ فيه، وأن نعلم أن ظهور مثل هذا العمل المبالغ فيه أمر غير مستغرب إذا ما علمنا أن هذا الوطن (السعودية) كان – وما يزال وسيظل بإذن الله- موئلًا للأمن والإيمان والرخاء وفي سير حثيث في دروب التقدم والازدهار والتنمية، ولذا سيكثُر حوله الناعقون، وأن يعمل أهل الاختصاص من الآن على إنتاج أفلام تبين جرائم بعض العمالة بحق الوطن والمواطنين، وأخرى تبين تغير حال بعض العمالة من الفقر إلى الغنى بعد قدومها للسعودية، وأخرى تبين حالات الوفاء من بعض المواطنين مع مكفوليهم، وهذا أمر لم نكن نسعى إليه ولكننا (مضطرون) لذلك؛ من باب الواجب الوطني ومقارعة المنتج المسيء بالمنتج الصادق الذي يدحضه.

وكما أننا نقول إن من العدل ألا يُؤخذ المواطنون جميعهم بجريرة فرد منهم، فمن العدل ألا نأخذ الوافدِين جميعهم بجريرة فرد منهم.

وطني لأنتَ الشَّمسُ ليسَ يَضيرُها

قَبَسٌ وليسَ تَحوطُها أسْوَارُ

أنتَ الكمالُ ومَن أتَتْكَ سِهامُهُمْ

خابُوا.. لأنَّ رَصيدَهُمْ أصْفَارُ

‫#محسن‬

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store