يقولُ المثلُ الشعبيُّ (الشَّجرةُ المثمرةُ تُقذَفُ بالحجارةِ)، ونعلمُ أنَّ الأمثالَ لمْ تشتهرْ بتداولِهَا حتَّى أصبحتْ مضربًا للأمثالِ، إلَّا نتيجةً لتكرارِ حدوثِهَا وصدقِهَا فِي وصفِ واقعِ الحالِ، وعندمَا نقيسُ الدورَ الإنسانيَّ والاجتماعيَّ والرسميَّ الذِي تقومُ بهِ مملكةُ الإنسانيَّةِ المملكةُ العربيَّةُ السعوديَّةُ علَى كافَّةِ الأصعدةِ الثَّلاثةِ، نجدهَا تتفوَّقُ كثيرًا علَى مَا تقدِّمهُ الدُّولُ الكُبْرَى، فعلَى سبيلِ التَّمثيلِ لَا الحصرِ، علَى الصَّعيدِ الإنسانيِّ قلَّمَا نجدُ دولةً شقيقةً، أو صديقةً فِي العالمِ لمْ تلمَس الدَّعمَ والعونَ عندَ الحاجةِ لتلكَ الدُّولِ، وقلَّمَا تجدُ دولةً مِن تلكَ الدولِ لمْ تحظَّ بتقديمِ مشروعٍ اجتماعيٍّ، أو صحيٍّ، أو نحوِهِ كهديةٍ، أو معونةٍ منهًا.
وفي داخلِ المملكةِ تجدُ أنَّ الوافدِينَ أكثرُ مِن عددِ المواطنِينَ، يعملُونَ بأرضِهَا فِي مختلفِ المهنِ، وفقَ أنظمةٍ وقوانِين تَحمِي لكلِّ واحدٍ منهُم حقَّهُ وكرامتَهُ، وهُو يعيشُ فِي أمنٍ وأمانٍ ليسَ لهُ نظيرٌ بينَ دولِ العالمِ، ولوْ سردنَا جزءًا يسيرًا مِن تلكَ الخدماتِ التِي تقدِّمهَا المملكةُ لفئةِ الوافدِينَ؛ لعجزنَا عَن حصرِهَا فِي أضعافِ هذهِ المساحةِ.
وفِي جانبٍ آخرَ أراهُ مستوجبًا، فهُو مَا تقدِّمهُ المملكةُ العربيَّةُ السعوديَّةُ مِن خدماتٍ لحجَّاجِ بيتِ اللهِ والمعتمرِينَ، تلكَ الخدماتُ التِي تفوقُ الوصفَ، يلمسهَا كلُّ حاجٍّ ومُعتمرٍ منذُ قدومِهِ حتَّى عودتِهِ إلى بلادِهِ حتَّى أنَّ قيادتنَا -رعاهَا اللهُ- أطلقتْ علَى نفسِهَا مسمَّى خادم الحرمَينِ الشَّريفَينِ بدلًا مِن مسمَّياتِ التَّبجيلِ والمباهاةِ.
ومَا لمسناهُ مِن فقاعةِ الفيلمِ المُسمَّى (حياة الماعزِ) التِي أراهَا لَا تمثِّلُ صورةً حقيقيَّةً لشعبٍ بأكملِهِ، ولَا تمثِّلُ نظامًا اشتهرَ بتقديمِ مثلِ تلكَ الخدماتِ الجليلةِ والعظيمةِ لكلِّ مَن تطأ قدمَاهُ أرضَ هذهِ البلادِ المقدَّسةِ الطَّاهرةِ، فهِي تُعدُّ كنقطةٍ فِي محيطٍ كلِّهِ خيرٌ وإنسانيَّةٌ وأمنٌ وأمانٌ تمثَّلتْ فِي عملِ رجلٍ جاهلٍ، لكنْ كمَا يقولُ المثلُ الشعبيُّ لَا يُرمَى بالحجرِ إلَّا الشَّجرَ المُثمرَ، استثمرهُ الحاقدُونَ والحاسدُونَ والمتربصُونَ الذِينَ اتَّخذُوا مِن قضيَّةِ الماعزِ فقاعةً إعلاميَّةً ستذوبُ حتمًا، ويبقَى الجبلُ الصامدُ الذِي لَا يتأثَّرُ بزوابعِ الرِّيحِ.
فما يقوم به مثل هؤلاء الساقطين، ينطبق عليه ما يقوم به الديك الذي يقضي جل وقته يصيح ورأسه بين رجليه، يبحث عن القذارة ليقتات بها، وأما من يتصيد السقطات أثناء طلب رزقه في هذه البلاد المقدسة، وينشرها لغرض الإساءة فقط فهو كالماعز التي تقتات على ذلك المرعى الوافر ثم ترمي بروثها عليه، أمَّا المملكةُ العربيَّةُ السعوديَّةُ فستبقَى بقادتِهَا وشعبِهَا والعقلاءِ مِن ضيوفِهَا كالصَّقرِ الذِي يعلُو دومًا فِي فضاءِ مكانِهِ؛ ليرَى كلَّ شيءٍ بحجمِهِ الحقيقيِّ.. واللهُ مِن وراءِ القَصدِ.