Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

هل جعلت # التغافل صديقًا لك؟!

الحبر الأصفر

A A
#ناصيةٌ‬

‏منذُ أنْ عرفتُ نفسِي، وتواصلتُ معَ عالمِ المعرفةِ وفضاءِ القراءةِ اتَّخذتُ #التَّغافل صديقًا استدعيهُ إذَا تطلَّبَ الأمرُ ذلك

‏وهذَا القرارُ، أعنِي اتِّخاذَ التَّغافلِ صديقًا، جاءَ بعدَ سياحةٍ طويلةٍ فِي عالمِ الكُتبِ وَهُو: «الكونُ المسطورُ»، وعالمِ التجاربِ وَهُو: «الكونُ المنظورُ».

‏ولعلَّ أبرزَ المحطَّاتِ التِي أثَّرتْ عليَّ وشجَّعتنِي لأجعلَ التَّغافلَ صديقًا.. مَا يَلِي:

‏أوَّلًا: سُئلِ حكيمٌ: مَا اللَّبيبُ؟ فقالَ: الفَطِنُ المُتغافلُ.

ثانيًا: لمَّا أمضَى معاويةُ، بيعةَ يزيدٍ، قالَ

‏يزيدُ: يَا أبتِ مَا أدرِي أنخدعُ النَّاسَ، أمْ يخدعُونَنَا بمَا يأخذُونَ منَّا؟ فقالَ: يَا بنيَّ مَن خدعَكَ فانخدعتَ لهُ فقدْ خدعتَهُ.

‏ثالثًا: وَقِيلَ: إذَا أردتَ لباسَ المحبَّةِ، فَكُن عالمًا كجاهلٍ.

‏رابعًا: وقِيلَ: مَن تغافلَ فعقِّلُوه، ومَن تكايسَ فطبطبُوه، أي العبُوا بهِ علَى الطبطابةِ.

خامسًا: قالَ الشَّاعرُ:

‏ليسَ الغَنِيُّ بِسيِّدٍ فِي قَومِهِ

‏ لَكِنَّ سَيِّدَ قَومِهِ المُتَغَابِي.!

‏سادسًا: قالَ عمرو بن العاص: مَا رأيتُ أحدًا كلَّمَ عمرَ -رَضِيَ اللهُ عنهُ- إلَّا رحمتهُ؛ لأنَّه كَانَ لَا يخدعُ أحدًا لفضلِهِ، وَلَا يخدعَهُ أحدٌ لفطنتِهِ.

‏سابعًا: وقالَ إياس بن معاوية:

‏لَستُ بِخَبٍّ وَلَا الخّبُّ يَخدعُنِي.!

‏ثامنًا: وقِيلَ لرجلٍ: فيكَ فطنةٌ، فقالَ: مَا ذنبِي إذْ خلقنِي اللهُ عاقلًا.

‏تاسعًا: قالَ الإمامُ أحمد بن حنبل: تسعةُ أعشارِ حُسنِ الخُلقِ فِي التَّغافلِ.!

حسنًا؛ ماذَا بَقِيَ؟

بَقِيَ القولُ: بعدَ هذهِ المقولاتِ، وبعدَ معركتِي معَ الحياةِ.. أقولُ:

‏التَّغافلُ رِزقٌ مِن اللهِ، ونعمةٌ تستحقُّ الشُّكرَ.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store