استطاعتِ المملكةُ العربيَّةُ السعوديَّةُ، وخلالَ العقدَينِ الأخيرَينِ تحويلَ القدراتِ الكامنةِ لديهَا إلَى أصولٍ ومصادرَ للدَّخلِ فيهَا، حيثُ بدأتِ الدَّولةُ فِي تحويلِ الطلبِ مِن قِبلهَا علَى المنتجاتِ الدوائيَّةِ، وطلباتِ مستشفياتِ الدولةِ واحتياجاتهَا إلى شركةٍ (نبكو) للشِّراءِ الموحَّد، والتِي سرعانَ مَا جذبتْ وقنَّنتْ طلباتهَا إلى شركةٍ تقومُ بتوفيرِ الاحتياجاتِ مِن السوقِ، وبآليَّةٍ إيجابيَّةٍ، لتحقيقِ الشِّراءِ، وتخفيضِ التكاليفِ، وضمانِ توطينِ الصناعةِ فيهَا. بلْ ونجدُ أنَّ هذهِ الشركةَ تقومُ حاليًّا بتوفيرِ متطلَّباتِ القطاعِ الصحيِّ الخاصِّ. وتقومُ الدولةُ حاليًّا بطرحِهَا فِي السوقِ السعوديِّ للأسهمِ بعدَ أنْ اكتملتْ جوانبهَا فِي حملةِ التخصيصِ التِي تستهدفهَا. كمَا تقومُ الدولةُ حاليًّا ومِن خلالِ صندوقِهَا السياديِّ؛ بطرحِ شركاتٍ أُخْرى تمَّ تكوينهَا تمهيدًا لطرحِهَا فِي الأيامِ المقبلةِ، وذلكَ مِن ضمنِ أربعِ أطروحاتٍ مستقبليَّةٍ، بالإضافةِ للسابقةِ، وهِي:
* الشركةُ السعوديَّةُ للذكاءِ الاصطناعيِّ (سكاي).
* الشركةُ السعوديَّةُ لتقنيةِ المعلوماتِ (سايت)، والتِي تُقدِّم خدماتٍ وحلولًا رقميَّةً وسيبرانيَّةً.
* الشركةُ السعوديَّةُ للتنميةِ والاستثمارِ التقنيِّ (تقنية)، والتِي تهتمُّ بنقلِ وتوطينِ التقنيةِ.
كمَا سبقَ وأنْ قامتِ الدولةُ بطرحِ شركتَي (علم وتداول) فِي السوقِ الماليِّ.. ولا شكَّ أنَّ تكوينَ أصولِ وتحويلِ قدراتٍ إلى أصولٍ مِن الاتجاهاتِ الإيجابيَّةِ، التِي تسهمُ فِي تنميةِ السوقِ الماليِّ، وتوفيرِ الفرصِ فيهِ.
ولا شك أن إيجاد هذا النوع من الأصول يسهم بصورة مباشرة إيجابية في تنمية وتطوير الاقتصاد المحلي، وجذب الاستثمارات، كما له انعكاسات إيجابية علي الاستفادة من القدرات البشرية المتوفرة وتوحيد الإمكانيات.
ولا شك أن ظهور هذه الأنواع من الشركات والأصول يسهم بصورة مباشرة في تطوير قطاعات حيوية ومهمة، ويمكن الاقتصاد السعودي، ويركز الجهود فيه نحو الجوانب الإيجابية، والتي تحتاج إلى تسليط الأضواء عليها وتمكينها. وهو بعد أصبحنا نراه بصورةٍ واضحة خلال العقدين الأخيرين مع التركيز على رؤية ٢٠٣٠.
ومن المتوقَّعِ -مع تركيزِ صندوقِ الاستثماراتِ العامَّةِ علَى السوقِ المحليِّ- أنْ نجدَ هناكَ فرصًا إضافيَّةً ستجدُ طريقهَا للسوقِ، معَ اكتمالِ تطويرهَا وتكوينهَا مستقبلًا، ومِن نفسِ النوعيَّةِ الخدميَّةِ، وربَّما نشاهدُ أنواعًا أُخْرى ذاتَ طبيعةٍ مختلفةٍ تستفيدُ من القدراتِ المتاحةِ.