تنظيمُ أعمالِ الباعةِ الجائلِينَ، أو «البسطاتِ»، يُعَدُّ مِن القضايَا الهامَّةِ التِي تؤثِّرُ بشكلٍ مباشرٍ علَى الاقتصادِ المحليِّ، والمشهدِ الحضريِّ للمدنِ، هذهِ الفئةُ تلعبُ دورًا حيويًّا فِي دعمِ الاقتصادِ غيرِ الرسميِّ، وتوفيرِ فرصِ عملٍ للفئاتِ الأقلِّ دخلًا، ولكنَّ عدمَ تنظيمِ هذهِ الأنشطةِ قدْ يؤدِّي إلى مشكلاتٍ عدَّةٍ.
أوَّلًا، التنظيمُ يساعدُ علَى تحسينِ المظهرِ الحضريِّ للمدنِ، الباعةُ الجائلُونَ غالبًا مَا يشغلُونَ أماكنَ عشوائيَّةً علَى الأرصفةِ والشَّوارعِ؛ ممَّا يُسبِّبُ ازدحامًا مروريًّا، ويُشوِّهُ المنظرَ العامَّ، ومِن خلالِ تحديدِ أماكنَ مخصَّصةٍ ومنظَّمةٍ للبسطاتِ، يمكنُ تحسينُ تجربةِ المارَّةِ والزوَّارِ، بالإضافةِ إلى تعزيزِ جاذبيَّةِ المُدنِ.
ثانيًا، التنظيمُ يسهمُ فِي حمايةِ الصحَّةِ العامَّةِ، فكثيرٌ مِن البسطاتِ تفتقرُ إلى الاشتراطاتِ الصحيَّةِ اللازمةِ لعرضِ وبيعِ المنتجاتِ، فعندمَا يتمُّ تنظيمُ هذهِ الأعمالِ، يمكنُ فرضُ معاييرَ صحيَّةً تضمنُ سلامةَ الغذاءِ والمنتجاتِ المعروضةِ.
ثالثًا، تنظيمُ أعمالِ الباعةِ الجائلِينَ يعزِّزُ مِن الاقتصادِ المحليِّ، مِن خلالِ إدخالِ الباعةِ الجائلِينَ ضمنَ الإطارِ القانونيِّ والضريبيِّ، ويمكنُ أنْ يساهمُوا فِي دعمِ إيراداتِ البلديَّاتِ والمجتمعاتِ المحليَّةِ، كمَا أنَّ هذَا الدمجَ يؤدِّي إلى تحسينِ دخلِ الباعةِ أنفسِهِم عبرَ توفيرِ خدماتٍ إضافيَّةٍ، مثلِ الكهرباءِ والماءِ والمرافقِ الصحيَّةِ.
في النهاية..
تنظيم أعمال الباعة الجائلين، يحقق توازناً بين دعم الاقتصاد غير الرسمي، والمحافظة على النظام والمظهر الحضري للمدن.. والمخرجات المتوقعة من هذا التنظيم، تشمل تحسين بيئة العمل لهؤلاء الباعة، وحماية حقوق المستهلكين، وتعزيز الإيرادات المحلية، مما يعزز من تنمية المدن بشكل مستدام.