Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. محمد سالم الغامدي

رحلة البناء والنماء تتسارع

A A
مَن يتابعُ حالةَ النموِّ الاقتصاديِّ والاجتماعيِّ والحضاريِّ فِي المملكةِ العربيَّةِ السعوديَّةِ يجدُ أنَّ مَا حدثَ مِن تسارعٍ فِي ذلكَ النموِّ يستوجبُ الإعجابَ ويُتَّخذُ أنموذجًا يُحتذَى بهِ، ولا شكَّ أنَّ هذَا النموَّ قدْ تضاعفَ وتمدَّدَ فِي مختلفِ المجالاتِ الحياتيَّةِ فِي عهدِ خادمِ الحرمَينِ الشَّريفَينِ الملكِ سلمانَ بن عبدالعزيز، ووليِّ عهدِهِ الأميرِ محمد بن سلمانَ، هذَا الشَّابُّ الطَّموحُ، الذِي أذهلَ العالمَ بأفكارِهِ وآرائِهِ ومشروعاتِهِ، فعندمَا تولَّى ولايةَ العهدِ كانَ يحملُ حقيبةً متميِّزةً تحدَّثَ عنهَا فِي أحدِ لقاءاتِهِ، فذكرَ القفزاتِ المتتاليَّةَ والمتناميةَ التِي تعيشُهَا دولُ الشَّرقِ الأوسطِ، وخاصَّةً دولَ الخليجِ العربيِّ فِي هذِهِ المرحلةِ، وتمنَّى أنْ يمدَّ اللهُ فِي عمرِهِ حتَّى يرَى الشَّرقَ الأوسطَ يتبوأُ مرتبةً متقدِّمةً بينَ مصافِّ دولِ العالمِ المتقدِّمِ. وأخذَ علَى نفسِهِ وعدًا بأنْ تكونَ المملكةُ العربيَّةُ السعوديَّةُ الدَّاعمَ الأوَّلَ لتحقيقِ ذلكَ الهدفِ.

وفِي لقاءِ آخرَ أعلنَ سموُّه عَن مشروعِ الشَّرقِ الأوسطِ الأخضرِ، الذِي يهدفُ إلَى زراعةِ 50 مليارَ شجرةٍ علَى مستوَى الشَّرقِ الأوسطِ، منهَا 10 ملياراتِ شجرةٍ تخصُّ المملكةَ العربيَّةَ السعوديَّةَ؛ لغرضِ مكافحةِ التصحُّرِ، والإفادةِ مِن تلكَ المناطقِ الصحراويَّةِ، وإعادةِ استثمارِهَا.

ولا شكَّ أنَّ هذَا التوجُّهَ الكريمَ مِن قِبل سموِّ الأميرِ محمد بن سلمانَ -رعاهُ اللهُ- يعطينَا تأكيدًا علَى طبيعةِ السياسةِ السعوديَّةِ الموجَّهةِ إلى منطقةِ الشَّرقِ الأوسطِ، كمَا يُوحي بمَا ينتظرُهَا مِن تطوُّرٍ وازدهارٍ، خلالَ المستقبلِ القريبِ.

ولعلَّ مَا نلمسهُ -الآنَ- بعدَ مرورِ سبعِ سنواتٍ مِن هذَا التوجُّهِ الذِي تؤكِّدُهُ رؤيتُنَا الطَّموحةُ 2030، يجعلُنَا نقولُ: إنَّ الطريق إلى تحقيق تلك الرؤى أصبح بارزًا وملموسًا، يتمثَّل ذلك في تلك المشروعات العملاقة التي تسير بخطى ثابتة، والتي ستصبح قريبًا واقعًا نفاخر به. ولا شكَّ أنَّ الأمير محمد في هذه المرحلة يحمل أجندة مثقلة بالكثير من المبادرات والمشروعات والمقترحات؛ لرأب الصدع العربي، وحلحلة الخلافات بين دول منطقة الشرق الأوسط.

ولعلَّ الأحداثَ الساخنةَ التِي يعيشُهَا العالمُ -اليومَ- وخاصَّةً بينَ القوَى العُظمَى شرقًا وغربًا تستوجبُ مثل هذَا التحرُّكِ ومثل تلكَ الاجتماعاتِ لقيادةِ دولِ الشَّرقِ الأوسطِ، وربطهَا بتصحيحٍ للعلاقاتِ معَ الدولِ الكُبْرى التِي تتمثَّلُ فِي الصينِ وروسيَا وكوريَا الشماليَّة، والتِي سيترتَّبُ عليهَا غلقُ الأبوابِ أمامَ كلِّ الأطماعِ القريبةِ والبعيدةِ، وهذَا مَا تمَّ فعلًا، ولازالَ الطريقُ مفتوحًا وممهَّدًا للمزيدِ من المشروعاتِ العملاقةِ التِي سترَى النُّورَ فِي المستقبلِ القريبِ -بإذنِ اللهِ تعالَى-. واللهُ مِن وراءِ القَصدِ.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store