* لنْ أُضيفَ جديدًا فِي حديثِي عَن المغالطاتِ التِي حملَهَا الفيلمُ الهنديُّ (حياةِ الماعزِ، أو The Goat Life)، وأنَّه إنَّمَا صُنعَ بكلِّ تفاصيلِهِ للإساءةِ المتعمَّدةِ للمجتمعِ السعوديِّ، مِن خلالِ لغةِ التَّعميمِ التِي نطقَ بهَا؛ فقدْ تسابقَ السعوديُّونَ ومعهُم محبُّو هذَا الوطنِ الغالِي فِي الدِّفاعِ عَن مجتمعِنَا الطَّيبِ والرَّحيمِ والعطوفِ بطبعهِ؛ وبالتَّالِي فتعليقِي علَى ذلكَ الفيلمِ سيحملُ وجهةَ نظرٍ أُخْرَى، أو مختلفةً.
*****
* فمِن خلالِ متابعتِي ومُعاقرتِي وممارستِي لـ(الإعلامِ) بمختلفِ قنواتِهِ وأدواتِهِ، كنتُ ومازلتُ أجدُ (إعلامنَا معَ التقديرِ) فِي ردَّةِ فعلِهِ للأحداثِ، فهُو يتعقبُهَا ويُعلِّقُ عليهَا ولا يصنعُهَا. الشواهدُ كثيرةٌ، منهَا: مَا حدثَ إبَّانَ موجاتِ الإرهابِ وتفجيراتِهِ -التِي نجحنَا فِي التَّعاملِ معهَا أمنيًّا وفكريًّا وللهِ الحمدُ-، فحينهَا انبرَى مدافعًا فقطْ لمواجهةِ تلكُم الاتهاماتِ الظَّالمةِ التِي وصفتنَا بـ(التطرُّفِ والغلوِّ)، وهذَا الفيلمُ الهنديُّ شاهدٌ آخرُ؛ فأيضًا (إعلامنَا) فِي الردِّ علَى افتراءاتِهِ كانَ فِي خندقِ الدِّفاعِ بعدَ الضَّجيجِ.
*****
*وفِي الحالتَينِ أعنِي (قضيَّةَ الإرهابِ، والضَّجةَ التِي أحدثهَا ذلكَ الفيلمُ)، كانَ (معظمُ الآخرِ) خاليَ الذِّهنِ عَن حقيقةِ وطبيعةِ (مجتمعِنَا)، ولذَا (فئةٌ) منهُ انساقتْ خلفَ حملاتِ التشويهِ التِي زرعهَا الأعداءُ ضدَّنَا وتأثَّرتْ بهَا؛ فلوْ كانَ (إعلامُنَا) صانعًا للأحداثِ بدايةً مِن خلالِ أفلامٍ وتقاريرَ عالميَّةٍ سابقةٍ رَسمتْ بحرفيَّةٍ (عدالةَ دينِنَا، ووسطيَّةَ وتسامحَ مجتمعنَا)، وكذَا سلَّطت الضوءَ علَى إنسانيَّتهُ وقبولِهِ لغيرِهِ وتعايشِهِ معَهُ؛ لكانَ (غيرنَا) هُـو مَن يَسِنُّ قـلَمهُ، ويرفعُ صوتَهُ ليقومَ بدورِ المحامِي الأصيلِ المدافعِ عَن قضايَانَا العادلةِ.
*****
* وهنَا مَا فاتَ ماتَ؛ فمَا أرجُوه الإفادةُ مِن كلِّ مَا سبقَ، والعملُ علَى أنْ يكونَ إعلامنَا السعوديُّ بمختلفِ أطيافهِ وأدواتِهِ، ومعهُ الدرامَا والسينمَا مبادرُونَ فِي إيصالِ الصورةِ النقيَّةِ عَن (الوطنِ والمجتمعِ) فِي شتَّى المجالاتِ والمساراتِ من خلالِ تقاريرَ احترافيَّةٍ، ومسلسلاتٍ وأفلامٍ عالميَّةٍ، لنْ يجدَ صانعُوهَا صعوبةً في كتابتهَا؛ فالحكاياتُ الصادقةُ تملأُ تاريخنَا، وينبضُ بهَا مجتمعنَا فِي واقعٍ ملموسٍ ومحسوسٍ.
*****
*أخيرًا (هيئةُ الترفيهِ) بقيادةِ معالِي المستشارِ تركي آل الشيخ مهتمَّةٌ بـ(دعمِ المحتوَى العربيِّ، لاسيَّما السنيمائيَّ) مِن خلالِ (الصندوقِ الاستثماريِّ Big Time)، فمَا أتطلَّعُ إليهِ أنْ يكونَ للأفلامِ التِي تتحدَّثُ عنَّا بمصداقيَّةٍ نصيبٌ وافرٌ مِن إنتاجِ ذلكَ الصندوقِ؛ فدعمُ (الهيئةِ) قادرٌ علَى إخراجِ أفلامٍ عاليةِ الجودةِ، كمَا هُو الحالُ معَ الفيلمِ المصريِّ (أولاد رزق 3، القَاضِية)، وسَلامَتكُم.