* (رجالُ النظافةِ)، هُم الجنودُ الفاعلُونَ فِي المجتمعِ، والسَّاعُونَ فِي خدمتِهِ، وتنظيفِ طرقاتِهِ وميادينِهِ، وبالتَّالِي المساهمةُ فِي تعزيزِ صحتِهِ وحمايتِهِ مِن التلوُّثِ، وصولًا لجودةِ حياتِهِ.. وهُم يمارسُونَ مهامَّهُم في ظروفٍ صعبةٍ، فهناكَ المخاطرُ الصحيَّةُ التِي هُم عرضةٌ لهَا جرَّاءَ تعاملِهِم معَ المخلَّفاتِ التِي قدْ يكونُ بعضهَا سامًّا، وهناكَ ساعاتُ عملِهِم التِي تمتدُّ لساعاتٍ طويلةٍ فِي أجواءَ قاسيَّةٍ (برودة شتاءً، وحارَّة جدًّا صيفًا، إضافةً لمشِي الراجلُونَ منهم لمسافاتٍ طويلةٍ)!.
*****
* (أولئكَ الأبطالُ) رغمَ أهميَّةِ مهمتِهِم ورسالتِهِم النبيلةِ التِي لوْ تخلَّفُوا عَن أدائِهَا يومًا لحلَّتِ الكارثةُ، ومعَ تلكَ الظروفِ التِي يعيشُونَها فِي بيئةِ عملِهِم إلَّا أنَّهم يعانُون من قلةِ رواتبهِم التِي لَا تصلُ إلى (1000 ريالٍ)، والتِي تتأخَّرُ أحيانًا لأشهرٍ، وهِي التِي بالتأكيدِ لَا تكفِي لأنْ يدَّخرُوا منهَا شيئًا لبناءِ حياتِهِم أو توفيرِ لقمةِ عيشٍ لأُسرِهِم التِي يعيلُونَهَا فِي بلدانِهِم؛ ولذلكَ نلمسُ وجودَهُم المستمرَّ بالقربِ مِن إشاراتِ المرورِ، والمحلَّاتِ التجاريَّةِ، بحثًا عمَّن يعطفُ عليهِم ويساعدهُم.. هذَا وإِنْ كانَ مخالفًا وغيرَ مقبولٍ؛ لكنَّ ظروفَهُم هِي التِي أجبرتهُم علَى ذلكَ.
*****
* وهنَا؛ ولأنَّ بلادَنَا هِي (مملكةُ الإنسانيَّةِ)، والشواهدُ كثيرةٌ، ولعلَّ منهَا تعاملهَا الإنسانيَّ الرائعَ معَ المقيمِينَ خلالَ جائحةِ كورونَا (كوفيد 19)؛ حيثُ لمْ تتخلَّ عنهُم، ووفَّرتْ لهُم الحياةَ الكريمةَ فِي ظلِّ أزماتٍ اقتصاديَّةٍ طالتِ العالمَ أجمعَ، فمَا أرجُوهُ مِن (وزارةِ المواردِ البشريَّةِ والتنميةِ الاجتماعيَّةِ، وبالتَّعاونِ معَ الجهاتِ ذاتِ العلاقةِ) صناعةَ أنظمةٍ لـ(موظَّفِي النظافةِ) تضمنُ حقوقَهُم عندَ الشركاتِ الخاصَّةِ التِي يعملُونَ تحتَ مظلِّتِهَا، ومِن ذلكَ حدٌّ أدنَى مِن الرَّواتبِ يواكبُ قدسيَّةَ رسالتِهِم، وبدلُ خطرٍ، وعلاوةٌ سنويَّةٌ، وتأمينٌ طبيٌّ، إلَى غيرِ ذلكَ مِن الحوافزِ، وقبلَ ذلكَ التَّعاملُ الإنسانيُّ معهُم!!.
*****
* أخيرا.. سبق وأطلقت في هذه الزاوية دعوتي: بأنْ نزرع في مجتمعنا بأطيافه كافة قيمة (رجال النظافة)، والبحث عن المزيد من المعاملة الحضارية لهم، وهذه مهمة يجب أن تقوم بها (الأسر، والتعليم «مدارسها وجامعاتها»، ومنابر الجمعة، ووسائل الإعلام، وغيرها من الأدوات والفعاليات).
*****
* ويبقَى ندائِي بأمرَينِ: (إطلاق جمعيَّة خيريَّة خاصَّة بهِم تدافعُ عَن حقوقِهِم، وتساعدهُم فِي أيَّةِ أزماتٍ تواجههُم)، وكذَا تخصيص (يومٍ سعوديٍّ) مِن العامِ لهُم تحتَ مسمَّى (اليومِ السعوديِّ لرجلِ النظافةِ)، فرسالتُهُم ساميةٌ، وهِي لَا تقلُّ فِي أهميَّتِها عَن رسائلِ الطبيبِ والمعلَّمِ والممرِّضِ، وغيرِهِم ممَّن يخدمُونَ المجتمعَ، وسَلامَتكُم.