وكأن الأسماء التجارية قليلة؛ وكأن تعب الناس لعبة، وكأن السطو شطارة، هذا يتعب ليصنع لنفسه اسماً تجارياً لامعاً، وآخر يسرق تعبه من خلال إضافة صفة أخرى للاسم الأول، وهكذا تمضي الحكاية بين الناس، حتى أن بعضهم (لا) يكتفي بسرقة الاسم فقط، بل يذهب إلى الشعار والألوان في محاولة منه لخداع الزبون، ذلك الزبون البسيط والذي يكتفي بالقراءة العابرة للاسم دون التدقيق، وهذه حقيقة موجودة، وكلنا يلحظها في تشابه الأسماء التجارية والعلامات، التي باتت تنتشر في عالم التجارة، وهي حقيقة مؤسفة أن ترى أحداً يسرق تعبك وجهودك التي لم تأت من فراغ، بل جاءت كنتيجة حتمية للجد الذي قدمك للمستهلك كاسم موثوق به، وعلامة تجارية تحتل مكانة لديه، وكلنا يكره أن يسرق أحداً تعبه وجهوده..!!
أكبر مشكلة هي أن تجد نفسك محاصر بمجموعه انتهازية استغلت اسمك التجاري بخبث، واستغلت بعض الثغرات في النظام لتسرق عليك سنين عمرك التي قضيتها في بناء اسمك التجاري بفعل بسيط لم يُكلِّفها سوى تغيير بسيط، ولون بسيط، واسم صغير خلف اسمك الكبير، والضحية بالطبع المستهلك الذي يجد نفسه في حيرة أمام هذه الأفعال المعيبة، وتلك النفوس التي (لا) تهتم سوى بالربح، حتى ولو كان على حساب غيرها، ومن أجل هذا فإني أتمنى على وزارة التجارة منع هذه الممارسات ومعاقبة كل من يتجرأ على سرقة الأسماء التجارية، أو إضافة اسم آخر للاسم التجاري، وعلى مَن يُريد أن يعمل في عالم التجارة أن يسعى جاهداً لبناء نفسه بنفسه، بعيداً عن الآخرين الذين تعبوا قبله ونجحوا وصنعوا لأنفسهم مكاناً ومكانة تجارية، وقتها سوف ترى كل اسم يختلف عن الآخر، لأنه ببساطة أصبحت الحكاية حامضة ومرة في أسواقنا المملوءة بأسماء؛ كتلك التي تبدأ بـ كافتيريا (س)، وخلفها الذهبية والفضية والبنفسجية والرمادية، وكلها عبارة عن أسماء مكررة لأنشطة متشابهة..!!
(خاتمة الهمزة).. أثق جداً في وزارة التجارة وفي جهودها وتعبها من أجلنا، وكلنا يلمسها كمواطنين، ونُقدِّر لها حرصها علينا، ومن أجل هذا كانت الهمزة.. وهي خاتمتي ودمتم.