يومُ الاثنين الموافقُ 23 سبتمبر 2024م، تنطلقُ احتفالاتُ اليومِ الوطنيِّ الـ94 في أرجاءِ الوطنِ، ذِكرَى توحيدِ نَجَد والحِجَاز تحتَ اسمِ المملكةِ العربيَّةِ السعوديَّةِ علَى يدِ المؤسِّسِ الملكِ عبدالعزيز آل سعود عام 1932م، وبهذهِ المناسبةِ الوطنيَّةِ التِي تعيدُ ضخَّ الذَّاكرةِ بجهودِ الملكِ المؤسِّسِ عبدالعزيز آل سعود -طيَّب اللهُ ثراهُ-، الذِي وحَّدَ هذَا الكيانَ الشَّاسعَ، وصنعَ دولةً عظيمةً، بعظمةِ ملوكِهَا مِن أبناءِ المؤسِّسِ، الذِينَ سارُوا علَى نهجِهِ، واتَّبعُوا هدَاهُ، ومنهُم مَن تولَّى مهامَّ عظيمةً فِي إدارةِ شؤونِ هذَا الوطنِ الشَّامخِ، حتَّى يومِنَا هذَا فِي ظلِّ حُكمِ الملكِ سلمانَ -حفظَهُ اللهُ-، ووليِّ عهدِهِ صاحبِ السموِّ الملكيِّ الأميرِ محمد بن سلمانَ -حفظَهُ اللهُ-.
الاحتفالُ تحتَ شعارِ: «نحلُم ونُحقِّق»، كمَا أطلقَ هويَّةَ احتفالِ اليومِ الوطنيِّ الـ94 معالِي المستشار تركي آل الشيخ، الرئيسُ العامُّ لهيئةِ التَّرفيهِ. وتبرزُ الهويَّةُ -التِي امتدَّتْ مِن العامِ الماضِي- المشروعاتِ الضَّخمةَ التِي تُعتبرُ جزءًا مِن رؤيةِ 2030، أو أنَّ الهويَّةَ «نحلُم ونحقِّق» تستقرُّ فِي وعيِ الأجيالِ؛ لأنَّ لَا أجملَ مِن الحلمِ سِوَى تحقُّقِ الأحلامِ! مَا تحقَّقَ فِي هذَا الوطنِ المترامِي الأطرافِ خلالَ سنواتٍ قليلةٍ أكبرُ مِن أحلامِنَا نحنُ -المواطنين- ربَّمَا كانتْ أحلامُنَا فِي حدودِ مَا كانَ يسمحُ بهِ التَّيارُ المتشدِّدُ، ذلكَ الزَّمنُ المظلمُ الذِي اُغْتِيلت فيهِ الأحلامُ، وانخفضَ سقفُ تطلُّعاتِنَا، وضاقَ المدَى أمامَ أبصارِنَا، ثمَّ حدثتْ المعجزةُ، أصبحَ الواقعُ أكبرَ مِن أحلامِنَا، أكبرَ مِن تصوُّراتِنَا، أكبرَ مِن خيالِنَا، لَا تدركهُ إلَّا وأنتَ تتعاملُ معهُ بشكلٍ مباشرٍ، عندمَا تحتاجُ إلى إنجازِ مهمَّةٍ كانتْ تستنزفُ وقتَكَ وجهدَكَ بالمراجعاتِ والبيروقراطيَّةِ والتَّرهلِ الإداريِّ؛ الذِي كانَ يعيقُ الإنجازَ، ويحيلُ المهمَّةَ إلى قطعةِ عذابٍ، أصبحَ الأمرُ لَا يستغرقُ دقائقَ؛ وكلُّ شيءٍ يُنجزُ وأنتَ فِي مكتبِكَ أو مقعدِكَ فِي البيتِ، أو فِي المقهَى، كلُّ شيءٍ أصبحَ سهلًا كالماءِ الزُّلالِ.
أصبحَ لليومِ الوطنيِّ موقعٌ علَى خارطةِ الإجازاتِ الرسميَّةِ، اتَّخذَ الاحتفالُ هذَا الشكلَ الإبداعيَّ، لترسيخِ ذِكرَى توحيدِ الوطنِ تحتَ رايةِ (لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ) فِي ذاكرةِ الأجيالِ، يحدثُ ذلكَ بكلِّ هذَا الزَّخمِ مِن الفعاليَّاتِ المختلفةِ، فِي البيتِ والمدرسةِ والجامعةِ، فِي الشارعِ والمطعمِ والمقهَى، فِي المؤسَّساتِ، وفِي وسائلِ الإعلامِ المختلفةِ، كمٌّ هائلٌ مِن المعلوماتِ، بصريَّة وسمعيَّة، تتدفَّقُ بسلاسةٍ إلى حواسِّ الصِّغارِ، فينمُو هذَا الحبُّ للوطنِ فِي قلوبِهِم الغضَّةِ، معَ مشاعرِ الفخرِ والعزَّةِ، والحُبِّ والولاءِ لقادةِ هذَا الوطنِ، هكذَا يتوِّجُ الوطنُ حضورَهُ الدَّائمَ فِي قلوبِ أبنائِهِ، عندمَا يشاهدُونَ أحلامَهُم أصبحتْ واقعًا يعيشُونَهُ.
التطور والتقدم هما المساران اللذان اتبعهما كل من تولى مقاليد الحكم في هذا الوطن من أبناء المؤسس، حتى وصولنا إلى هذا العهد الميمون، فأصبح التقدم هو سيد المرحلة، هو المسار الواضح والسريع لكثير من القضايا التي كانت عالقة، وكانت مكانك سر، لكن رؤية 2030، انتقلت بنا من العالم الثالث إلى العالم الأول، بل تفوقنا على العالم الأول في كثير من التفاصيل اليومية التي يشعر بها المواطن، والتِي كانتْ تعيقُ إنجازَ معاملاتِهِ، وترهقُ حياتَهُ، وتهدرُ وقتَهُ، الآنَ أصبحتْ ذِكرَى باهتةً يستعيدُهَا فقطْ عندمَا ينجزُ معاملةً، أو يقضِي أمرًا فِي طرفةِ عَينٍ، مِن خلالِ مَا توفَّر مِن معاملاتٍ إلكترونيَّةٍ كانتْ حلمًا، فأصبحتْ واقعًا وحقيقةً أبهرتِ العالمَ.
التنظيمُ المُتقنُ والمدروسُ للفعاليَّاتِ المختلفةِ، يعبِّئ العقلَ والوعيَ بتاريخِ الوطنِ، كمَا أنَّه يلبِّي كافَّةَ الرَّغباتِ لقضاءِ الوقتِ خلالَ الإجازةِ، كحضورِ الحفلاتِ الغنائيَّةِ، والعروضِ التِي تشاركُ بهَا وزارةُ الداخليَّةِ وعروضِ الطَّيرانِ، والألعابِ الناريَّةِ التِي تزيِّنُ السَّماءَ، كلُّ هذَا الزَّخمِ الاحتفاليِّ بالوطنِ تعبيرٌ عَن البهجةِ، وتعزيزٌ لمشاعرِ الحُبِّ والولاءِ لهذَا الوطنِ المعطاءِ.