Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
صالح عبدالله المسلّم

صحراء الذكاء الاصطناعي

A A
بالأمس «اختُتمت» قمَّةُ الذَّكاءِ الاصطناعيِّ، والتِي أُقيمتْ فِي الرياضِ وحضرَهَا أكثرُ مِن خمسينَ ألفًا مِن الرِّجالِ والنِّساءِ، معظمُهُم مِن الشَّبابِ.

وهذهِ نقطةٌ مهمَّةٌ أتوقفُ عندهَا، وأتذكَّرُ كلماتِ قائدِنَا وملهمِنَا «عرَّابِ الرُّؤيةِ، وقائدِ التَّغييرِ»، محمد بن سلمان -حفظهُ اللهُ- حينمَا قالَ: (الاستثمارُ فِي الشَّبابِ)، وأطلقَ سموُّه الكريمُ، المبادرةَ الوطنيَّةَ للشَّبابِ، والآنَ نحنُ نتَّجهُ لوضعِ اللَّمساتِ الأخيرةِ «للإستراتيجيَّةِ الوطنيَّةِ للشَّبابِ»، والتِي ستنطلقُ قريبًا.

أكثرُ مِن (68%) مِن سكَّانِ المملكةِ العربيَّةِ السعوديَّةِ مِن فئةِ الشَّبابِ، وهذهِ نعمةٌ وفضلٌ كبيرٌ مِن اللهِ -سبحانَهُ وتعَالَى- لهذَا البلدِ العظيمِ.

أكرمنَا اللهُ بنعمٍ عظيمةٍ منهَا: التُّراثُ والإرثُ الحضاريُّ، والتَّاريخُ المجيدُ، وأهمُّهَا أنْ يسَّرَ اللهُ لهذهِ الأُمَّةِ، وهذهِ الأرضِ الطيِّبةِ المباركةِ أرضِ الحرمَينِ الشَّريفَينِ أنْ قيَّضَ اللهُ لهَا (أُسرةً عظيمةً)، همُّهَا وشاغلُ بالِهَا وأهدافهَا، وقيمهَا، وأخلاقهَا، وتحركاتهَا، ومشروعاتهَا، خدمةُ الحرمَينِ الشَّريفَينِ، ورفعةُ الإسلامِ، وتعاضدُ المسلمِينَ، فأصبحتْ -وللهِ الحمدُ- قِبلةَ العالمِ الإسلاميِّ، وقائدةَ العروبةِ.

بعضُ البلدانِ الغربيَّة، وبحكمِ القصورِ الإعلاميِّ الموجَّهِ للخارجِ، وإبرازِ الإيجابيَّاتِ، يرُونَ أنَّنَا فقطْ مجرَّد صحراءَ وجملٍ.!

ليتهُم جاءُوا بالأمس؛ ليحضرُوا القمَّةَ العالميَّةَ للذَّكاءِ الاصطناعيِّ؛ ليشاهدُوا بمُقلةِ أعينِهِم، كيفَ وصلَ الشَّابُ السُّعوديُّ والشَّابَّةُ السعوديَّةُ، وكيفَ أضحُوا يتناقلُونَ الروبوتاتِ والعلمَ والمعرفةَ فِي الأمنِ السيبرانيِّ والخوارزميَّاتِ، وكافَّةِ التَّفاصيلِ الصَّغيرةِ المتعلِّقةِ بأحدثِ مَا وصلتْ إليهِ علومُ الذَّكاءِ الاصطناعيِّ، وتفاصيلُ دقيقةٌ عَن الأمنِ السيبرانيِّ، وأنَّ شبابَنَا عانقُوا حضارتهُم وتراثهُم، ولمْ ينسُوا آباءهُم وأجدادَهُم، بلْ احتفلُوا معهُم بالتقدُّمِ والفوزِ، واحتفظُوا بالعِرقِ والحضارةِ والتراثِ.. فدمجُوا الحضارةَ والعلمَ بالتُّراثِ، وفازُوا بكلتَا الحالتَينِ.

بالأمس، اختتمت القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، ولفت نظري الحضور الطاغي، والمشاركات المتميزة من الحضور الأجنبي من كافة أرجاء العالم، ومن شبابنا وشاباتنا، وحرصهم على إظهار الصورة الحسنة لهذا الوطن العظيم.

تخيَّلُوا ثلاثةَ أيَّامٍ متتاليةٍ لمْ تخلُ القاعاتُ والممرَّاتُ مِن هؤلاءِ الفتيةِ إلى آخرِ ساعةٍ مِن الحَدثِ، وعندَ إعلانِ الفائزِينَ بالأولمبيادِ العالميِّ للذَّكاءِ الاصطناعيِّ برزَ «العلمُ الأخضرُ» برفقةِ بطلٍ مِن أبطالِ هذهِ التربةِ، التِي لَا تنتجُ إلَّا العظماءَ، وهذهِ الصحراءُ التِي تنظرُونَ لهَا (أيُّهَا الغربيُّونَ) والشرقيُّونَ، اختطفتْ منكُم العلمَ، وحقَّقتْ مَا لمْ تحقِّقُوه.

هنيئًا للوطنِ برجالاتِهِ، وبحكومتِهِ الرشيدةِ التِي همُّهَا وهاجسُهَا رفعةُ الوطنِ والمواطنِ، وعلوُ كعبِ شبابِهَا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store