لا شكَّ أنَّ المخدَّراتِ العدُّو الأوَّلُ للأسرةِ والمجتمعِ وعمومِ الوطنِ.
بيوتٌ هادئةٌ وناعمةٌ بالاستقرارِ، يدخلهَا المخدِّرُ فيشتِّتُ شملَ الأُسرةِ.
الأبُ العمودُ الفقريُّ للأُسرةِ، إنْ تمكَّنَ منهُ المخدِّرُ ضاعت وطاشتِ الأُسرةُ، وإنْ لمْ تكنْ الأُمُّ أكثرَ حكمةً، لربَّما تكونُ الأُسرةُ فِي خبرِ كانَ!. وإنْ تمكَّنَ المُخدِّرُ مِن أحدِ الأبناءِ ينقلبُ حالُ الأُسرةِ رأسًا علَى عقبٍ، وربَّما يصلُ حالُهَا إلَى مَا لَا يُحمدُ عُقباهُ!.
مكافحةُ المخدِّراتِ تبذلُ جهودًا جبَّارةً مِن أجلِ الحفاظِ علَى تماسكِ المجتمعِ، مِن خلالِ بذلِ الكثيرِ مِن الجهودِ للقبضِ علَى المروِّجِينَ، والضَّربِ بيدٍ مِن حديدٍ لكلِّ مهرِّبٍ أو مروِّجٍ، بدءًا من حدودِ الوطنِ عبرَ التَّعاونِ معَ الأجهزةِ الأمنيَّةِ المختلفةِ، أو مِن خلالِ أفرادِهَا فِي كلِّ مدينةٍ ومحافظةٍ.
نقرأُ كلَّ يومٍ عَن القبضِ علَى المروِّجِينَ، فقطْ عليكَ أنْ تتابعَ نشاطَ المكافحةِ علَى منصَّة «X»؛ لترَى قيمةَ العملِ الذِي يقومُونَ بهِ، وفِي الوقتِ نفسِهِ، تتعجَّبُ مِن الحالاتِ الكثيرةِ التِي ينجحُ رجالُ المكافحةِ فِي رصدِهَا بكافَّةِ مناطقِ المملكةِ؛ ممَّا يؤكِّدُ أنَّ استهدافَ شبابِ وشابَّاتِ هذَا الوطنِ تعملُ عليهِ جهاتٌ خارجيَّةٌ يساعدُهَا مَن يمتهنُونَ التَّرويجَ، لتحقيقِ مكاسبَ علَى حسابِ الوطنِ.
إنْ كانَ بعضُ المقيمِينَ لَا يهمُّهُم أبناؤنَا، فلماذَا نرَى بعضًا ممَّن ماتَ ضميرُهُم مِن أبناءِ هذَا الوطنِ يقومُونَ بالتَّرويجِ للموادِّ المخدِّرةِ، وبالتَّالِي يخربُّونَ أوطانَهُم؟..
العمل في المكافحة مجال حساس، لا يقبل العمل فيه إلا ممن تتوفر فيهم صفات بعينها، بعيدة عن الشبهات، وتمتلك تقييم العمل الميداني، وإبعاد من لا يكون على قدر المسؤولية خلقاً وأخلاقاً وسيرة حسنة.. العمل بالمكافحة أجره عند الله أولا، وحب للوطن عبر هذا المجال.
تحرصُ وزارةُ الداخليَّةِ والجهاتُ الأمنيَّةُ علَى فحصِ أفرادِهَا ضدَّ المخدِّراتِ عندَ الترقياتِ، وربَّمَا يحدثُ فحصٌ مفاجئٌ، ليكونَ رجلُ المكافحةِ هُو الخطُّ الأوَّلُ لمحاربةِ هذَا الدَّاءِ المميتِ.. فالخطأُ البسيطُ يكلِّفُ الكثيرَ.
* خاتمةٌ:
اللواءُ محمد القرني مديرُ هذَا الجهازِ الحيويِّ الهامِّ، مكافحةِ المخدَّراتِ، جهودٌ تُذكرُ فتُشكرُ علَى خُطَى سابقيهِ، إنجازاتٌ كبيرةٌ وفريدةٌ، وأيضًا تطويرٌ عالي المستوَى مِن الدوراتِ التدريبيَّةِ لأفرادِ وضباطِ هذَا القطاعِ بأحدثِ التقنياتِ فِي هذَا المجالِ.. شكرًا لهُ ولكلِّ رجالِهِ الأوفياءِ؛ للحفاظِ علَى عقولِ أبنائِنَا مِن أعداءِ الوطنِ، ودعمُ سموِّ وزيرِ الداخليَّةِ الأميرِ عبدالعزيز بن سعود لهذَا القطاعِ غيرُ محدودٍ، ويحرصُ سموُّه علَى الالتقاءِ بقادةِ مكافحةِ المخدَّراتِ وتسهيلِ مهامِّهِم ودعمِهِم، وهُو أحدُ أبرزِ عواملَ نجاحِ هذَا القطاعِ الهامِّ.