عودة أول رواد فضاء "غير محترفين" إلى الأرض

على ارتفاع أكثر من 435 ميلا (700 كيلومتر) فوق رؤوسنا، حقق طاقم مهمة Polaris Dawn التابعة لشركة SpaceX الخاصة، انجازا تاريخيا بعد أن أكملوا أول عملية سير لشركة خاصة في الفضاء في العالم.. كما حققت بولاريس داون، رقمًا قياسيا جديدا لأعلى مدار وصل إليه البشر منذ برنامج أبولو التابع لناسا.

وبعد الانتهاء من السير في الفضاء، عادت مركبة الفضاء بولاريس داون اليوم إلى الأرض حيث هبطت مركبة دراجون في خليج المكسيك قبالة ساحل دراي تورتوجاس بولاية فلوريدا، بعد 5 أيام من التجارب العلمية.

ووصل طاقم بولاريس داون المكون من أربعة أفراد على متن مركبة الفضاء دراجون ريزيلينس التابعة لسبيس إكس إلى ذروة بلغت 1400.7 كيلومتر، وهذا يتجاوز ارتفاع مهمة جيميني 11 عام 1966 البالغ 1373 كيلومترا، مما يمثل أبعد مسافة قطعها البشر منذ آخر هبوط على القمر منذ أكثر من 50 عاما، وبعد الإقلاع من فلوريدا، دارت المركبة الفضائية حول الأرض ثماني مرات قبل أن تصل إلى أعلى نقطة لها.

والمهمة هي الأولى التي تضم مدنيين وليس رواد فضاء محترفين، ويقودها الملياردير جاريد إيزاكمان، الطيار سكوت "كيد" بوتيت وموظفتي سبيس إكس سارة جيليس وآنا مينون، ، وتهدف مهمة الطاقم إلى جمع البيانات حول تأثيرات ظروف الفضاء على صحة الإنسان وأنظمة المركبات الفضائية، والمغامرة عبر أقسام حزام إشعاع فان ألين، وهي المنطقة التي تتراكم فيها الجسيمات المشحونة.

وأصبح الملياردير جاريد إيزاكمان أول رائد فضاء غير محترف على الإطلاق يخرج إلى فراغ الفضاء، وبعد فترة وجيزة، خرجت موظفة سبيس إكس سارة جيليس من الكبسولة وبدأت في السير في الفضاء، وسجلت جيليس ومينون الآن رقما قياسيا باعتبارهما النساء اللتين سافرتا إلى أبعد مسافة من الأرض. وقال إيزاكمان وهو يخطو نحو الفضاء: "من هنا تبدو الأرض وكأنها عالم مثالي".

وخضع جميع أفراد الطاقم الأربعة لفحوصات البدلات، للتأكد من عمل شاشة العرض الأمامية للخوذة وعدم وجود تسربات للهواء، وهذا هو الهدف الرئيسي للمهمة، هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اختبار بدلات النشاط خارج المركبة الفضائية (EVA) الجديدة من SpaceX خارج بيئة المختبر، لذلك كانت الشركة حريصة على معرفة مدى قدرتها على الصمود في وجه صعوبات الفضاء.

أمضى إيزاكمان ما يزيد قليلاً عن 10 دقائق خارج المركبة وهو يقوم بمجموعة من الحركات المخطط لها مسبقًا والمصممة لاختبار حدود بدلة EVA. وانتقد مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي سير المركبة الفضائية "بولاريس داون" المخيب للآمال ووصفوها بأنها "سخيفة" و"مملة"، واشتكوا من أنها لا تستحق أن يطلق عليها اسم السير في الفضاء، وتساءلوا "لماذا تنزل مرة أخرى"، بعد أن فشل الطاقم المدني في الخروج بالكامل من كبسولتهم.

وتعرف وكالة ناسا السير في الفضاء بأنه "أي وقت يخرج فيه رائد فضاء من مركبة أثناء وجوده في الفضاء" - لذا فقد لا يتضمن المشي كما نفكر فيه على الأرض.

وقارن مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي هذا الأمر بالسير الأول في الفضاء الذي قامت به وكالة ناسا في عام 1965، حيث كان رائد الفضاء إد وايت يطفو بحرية إلى جانب مركبته الفضائية. وعلى النقيض من ذلك، بقي إيزاكمان وجيليس ثابتين إلى حد كبير أثناء السير في الفضاء ولم يغادرا المركبة الفضائية بشكل كامل أبدا.