البرنامجُ الدوليُّ لتقييمِ الطلابِ، والمعروفُ اختصارًا (PISA)، يُعدُّ أحدَ المعاييرِ العالميَّةِ المعترفِ بهَا لتقييمِ الطلابِ فِي مختلفِ البلدانِ، وتقومُ بإجرائِهِ كلَّ ثلاثِ سنواتٍ منظَّمةُ التَّعاونِ الاقتصاديِّ والتنميةِ العالميَّةِ، والتِي مقرُّهَا «باريس»، وتُعرفُ اختصارًا (OECD)، تُقيِّم المنظمةُ فيهِ قدراتِ الطلابِ البالغِينَ فِي عمرِ (15) عامًا كلَّ ثلاثِ سنواتٍ، ويستمرُّ لمدَّةِ ساعتَينِ لتقييمِ مهاراتِهِم، ومعرفتِهِم، في ثلاثةِ مجالاتٍ هِي: القراءةُ، والرياضيَّاتُ، والعلومُ.
عمليَّةُ التَّقييمِ لَا تستندُ علَى قدرةِ الطلابِ علَى الحفظِ فقطْ، بلْ تتطلَّبُ منهُم الاعتمَاد علَى مهاراتِ حلِّ المشكلاتِ التِي تقابلهُم فِي الواقعِ؛ ولأنَّ التَّصنيفَ العاليَ فِي الاختبارِ يتناسبُ معَ النجاحاتِ الاقتصاديَّةِ، فقدْ عدَّهُ الباحثُونَ أحدَ أهمِّ المؤشِّراتِ التِي تبيِّنُ مدَى استعدادِ أنظمةِ التعليمِ فِي الدولِ المشاركةِ فِي الاختبارِ لتأهيلِ الطلابِ للاقتصادِ العالميِّ.
وقدْ أعلنتْ منظمةُ التعاونِ الاقتصاديِّ والتنميةِ العالميَّةِ آخرَ نتائجِ تقييمِ الرياضيَّاتِ، والعلومِ، والقراءةِ، للعام 2022م، بيَّنت فيهِ نتائجَ (81) دولةً شاركَ طلابُهَا فِي الاختبارِ.
وفِي العادةِ يرافقُ عمليَّةَ التَّقييمِ، مجالٌ مبتكرٌ، يتغيَّرُ مِن دورةٍ إلى أُخْرَى، ففِي العادةِ يكونُ التركيزُ فِي الأساسِ علَى مجالِ الرياضيَّاتِ، بينمَا يشكِّلُ التفكيرُ الإبداعيُّ المجالَ المبتكرَ، شاركَ فِي نتائجِ اختبارِ 2022م عددٌ يساوِي تقريبًا ستةَ آلافِ طالبٍ، تتراوحُ أعمارهُم بينَ (15 و16) عامًا، والذِي يُجري تحتَ إشرافِ (OECD).
أشارتِ النتائجُ التِي ظهرتْ فِي بدايةِ شهرِ ديسمبر 2023م، إلى تفوُّقِ الدولِ الآسيويَّة علَى نتائجِ تقييمِ (PISA)، فقدْ تصدَّرتِ المراكزُ الخمسُ الأُولَى للتَّقييمِ خمسُ دولٍ آسيويَّةٍ هِي، سنغافورة، وماكاو، وتايوان، واليابان، وكوريا الجنوبيَّة، وتجاوزَ طلابُ دولةِ فيتنام، والتِي تُعدُّ مِن الدولِ ذاتِ الدخلِ المنخفضِ، طلابَ الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيَّةِ.
وأظهرتْ بعضُ الدولِ المشهورةِ بنظامِهَا التعليميِّ الجيدِ، نتائجَ متنوِّعةً، حيثُ تقدَّمت دولةُ استونيا بشكلٍ استثنائيٍّ، فِي الوقتِ الذِي تأخَّرتِ فيهِ دولةُ النرويجِ، والتِي تُعتبرُ عادةً رائدةً فِي مجالِ التَّعليمِ، وظهرَت الولاياتُ المتحدةُ الأمريكيَّةُ علَى الرغمِ مِن عدمِ وجودِهَا ضمنَ الأداءِ الأعلَى فِي التَّقييمِ، فِي مرتبةٍ متقدِّمةٍ علَى العديدِ مِن القوَى الاقتصاديَّةِ المشاركةِ، بمَا فِي ذلكَ فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا.
أمَّا نتائجُ الدولِ العربيَّةِ فِي التقييمِ، فقدْ جاءتْ دولةُ الأماراتِ فِي المرتبةِ الأُولَى عربيًّا، وفِي المرتبةِ الـ(46) عالميًّا، تلتهَا قطرُ فِي المرتبةِ الثانيةِ عربيًّا، والمرتبةِ الـ(48) عالميًّا، ومن ثمَّ المملكة العربيَّة السعوديَّة فِي المرتبةِ الثالثةِ عربيًّا، والمرتبةِ الـ(62) عالميًّا فِي مجالِ الرياضياتِ والقراءةِ، وبعدهَا دولةُ فلسطينَ فِي المرتبةِ الرَّابعةِ عربيًّا والمرتبةِ الـ(72) عالميًّا، والمغربُ في المرتبةِ الخامسةِ عربيًّا، وفي المرتبة الـ(76) عالميًّا.
أمَّا الدولُ التِي جاءتْ بأدنَى درجاتٍ فِي نتائجِ التقييمِ لعامِ 2022م، هِي: كمبوديا، والدومينيكان، وكوسوفو، وأوزبكستان، والفلبين، والمغرب والأردن، والسلفادور، وباراغواي، وفلسطين؛ جاءتْ كمبوديَا فِي المركزِ الأدنَى بدرجةٍ تساوِي (337) نقطةً، وبعدهَا كوسوفا بدرجةِ (351)، وبعدهَا أوزبكستان بدرجةِ (352)، والفلبين (353)، تلتهَا المغربُ بدرجةِ (356)، والأردنُ بدرجةِ (359) بفارقِ درجةٍ عَن كلِّ مِن السلفادورِ وباراغواي التِي حصلتْ كلٌّ منهَا علَى (360) درجةً، وفِي المرتبةِ الأخيرةِ جاءتْ دولةُ فلسطينَ بعددِ درجاتٍ يساوِي (361).