ناشطُونَ إسرائيليُّونَ، بفرضيَّةٍ مُؤكَّدةٍ أنَّهُم مدعومُونَ مِن الحكومةِ الإسرائيليَّةِ المُتطرِّفةِ، بقيادةِ المحكومَيْنِ عليهِمَا مِن قِبل محكمةِ الجناياتِ الدَّوليَّةِ بأنَّهمَا مُجرِمَا حربٍ، ينبغِي إلقاءُ القبضِ عليهِمَا: رئيسِ الحكومةِ (نتنياهو)، ووزيرِ دفاعِهِ (غالانت)، ومعهمَا وزيرُ الأمنِ القوميِّ (بن غفير)، ووزيرُ الماليَّةِ (سموتيريتش)، نشرُوا فيلمًا قصيرًا كأنَّهُ حقيقيٌّ ومصنوعٌ بالذَّكاءِ الاصطناعيِّ للمسجدِ الأقصَى وهُو يحترقُ كلُّهُ، وألسنةُ النِّيرانِ والدُّخانِ تتصاعدُ منهُ فِي السَّماءِ، بينمَا آلافُ اليهودِ -وعلَى رؤوسِهِم قُبَّعةُ الكِيباهِ- يلتفُّونَ حولَهُ سعيدِينَ، ويُصوِّرُونَهُ فرِحِينَ بجوَّالاتِ الآيفونِ الأمريكيَّةِ، استعدادًا لبناءِ معبدِهِم الشبيهِ بمعبدِ بقرتِهِم المُقدَّسةِ فوقَ آثارِهِ الإسلاميَّةِ العتيقةِ!.
والذَّكاءُ الاصطناعيُّ الذِي تفعلهُ إسرائيلُ فيمَا يخصُّ تهويدَ المسجدِ الأقصَى، هُو بالفعلِ ذكاءٌ وليسَ غباءً، كمَا أنَّهُ ليسَ لُعبةَ «مونوبولي» أطفالٍ يلهُونَ بهَا فِي غفلةٍ من والديِهِم، وليسَ مُزحةً سمجةً معَ الجيرانِ العربِ والمسلمِينَ، بلْ هُو قمَّةُ الذَّكاءِ الذِي مِن أهمِّ طبقاتِهِ: البياناتُ، والنموذجُ، والتَّطبيقُ!.
أمَّا البياناتُ فَهِي الخلفيَّةُ التلموديَّةُ التِي صنعَهَا اليهودُ بأنفسِهِم منذُ آلافِ السِّنين، بالشَّراكةِ معَ المسيحيِّينَ الإنجيليِّينَ المُتطرِّفِينَ، بأنَّهُ مِن المستحيلِ أنْ يظهرَ المسيحُ المُخلِّصُ لهُم -ومَا أظنُّهُ إلَّا المسيخَ الدجَّالَ- مَا لمْ يُعَدْ بناءُ معبدِ اليهودِ التَّاريخيِّ الذِي يؤمنُونَ أنَّهُ موجودٌ تحتَ المسجدِ الأقصَى، وفشلُوا فِي إثباتِ ذلكَ رغمَ الأحافيرِ الكثيرةِ التِي أجرُوهَا تحتَهُ حتَّى تزعزعتْ بعضُ أوصالِهِ!.
وأمَّا النموذجُ، فهُو التَّصميمُ الهندسيُّ الجاهزُ للمعبدِ الذِي تعملُ إسرائيلُ علَى جعلِهِ جاذبًا لملياراتِ الحُجَّاجِ اليهودِ والإنجيليِّينَ وغيرِهِم مِن الضَّالِّينَ والمغضوبِ عليهِم، لتكونَ أورشليمُ (أيُّ القدسُ) عاصمةً للعالمِ، والقضاء علَى الإسلامِ الحقيقيِّ الذِي ظهرَ فِي مكَّة المكرَّمة والمدينةِ المنوَّرة، وسيبقَى -بحولِ اللهِ- فِي العالمِ كلِّهِ، ويفنَى مَا سِوَاهُ، رغمَ أنوفِهِم التِي تقطرُ منهَا البغضاءُ والأحقادُ والأضغانُ!.
وأمَّا التَّطبيقُ، فكلُّ الحروبِ الإسرائيليَّةِ الحاليَّةِ والمستقبليَّةِ هِي إرهاصاتٌ للتَّطبيقِ الذِي يحلمُونَ بهِ، ويمكرُونَ بالذَّكاءِ الاصطناعيِّ، واللهُ خيرُ الماكرِينَ.