وفقًا لإرادةِ الكيميائيِّ السويديِّ «ألفرد نوبل»؛ تمنحُ جائزةُ «نوبل» فِي مجالِ (السَّلامِ العالميِّ)، للشَّخصِ الذِي قامَ فِي السنةِ السابقةِ لمنحِ الجائزةِ بأكثر أو أفضلِ عملٍ للتآخِي بينَ الأممِ، مِن أجلِ إلغاءِ أو تخفيضِ الجيوشِ والتوتراتِ بينَ الدولِ، أو مِن أجلِ عقدِ السَّلامِ والتَّرويجِ لهُ. وأشارَ صاحبُ الجائزةِ «ألفرد نوبل» فِي وصيَّتهِ إلَى أنَّ الجائزةَ يتمُّ منحُهَا سنويًّا مِن قِبلِ لجنةٍ مكوَّنةٍ مِن خمسةِ أشخاصٍ، يتمُّ اختيارُهُم مِن قِبلِ البرلمانِ النّرويجيِّ.
ومنذُ بدأتْ عمليَّةُ منحِ جائزةِ «نوبل» بشكلٍ رسميٍّ فِي عامِ 1901م، أثارتْ هذهِ الجائزةُ الكثيرَ مِن الاحتجاجاتِ، والتَّساؤلاتِ، عَن الطريقةِ التِي يتمُّ بهَا اختيارُ أسماءِ المرشَّحِينَ للفوزِ بهَا.
وكانَ مِن أغربِ أسماءِ المرشَّحِينَ لنَيلِ جائزِ «نوبل» فِي مجالِ (السَّلامِ العالميِّ) عام 1939م، هُو ظهورُ اسمِ الزَّعيمِ النَّازيِّ «أدولف هيتلر»، ضمنَ المرشَّحِينَ للفوزِ بجائزةِ «نوبل» للسَّلامِ.
حدثَ ذلكَ؛ بسببِ إقدامِ العضوِ فِي البرلمانِ السويديِّ «إريك براندت»، علَى مراسلةِ اللجنةِ النَّرويجيَّةِ لاختيارِ المرشَّحِينَ لنَيلِ جائزةِ «نوبل» فِي السَّلامِ، عارضًا عليهِم ترشيحَ اسمِ الزَّعيمِ النَّازيِّ «أدولف هيتلر» لنَيلِ الجائزةِ فِي فرعِ «السَّلامِ العالميِّ»، ومِن خلالِ رسالتِهِ تلكَ، وصفَ «إريك براندت» الزَّعيمَ الألمانيَّ «أدولف هيتلر» بأنَّهُ رجلُ السَّلامِ، ومُنقذُ البشريَّةِ.
ولكنْ فِي حقيقةِ الأمرِ، كانَ عضوُ البرلمانِ السويديِّ «إريك براندت» مِن أشدِّ المعارضِينَ للزَّعيمِ النَّازيِّ «هيتلر»، وقدْ جاءتْ رسالتُهُ للَّجنةِ الجائزةِ النّرويجيَّةِ تمثِّلُ نوعًا مِن أنواعِ السخريةِ والتهكُّمِ؛ لعدمِ استطاعةِ القِوَى العالميَّةِ فِي وقفِ الأطماعِ التوسعيَّةِ للزَّعيمِ النَّازيِّ «أدولف هيتلر»، الذِي قامَ مِن خلالِ اتفاقيَّةِ ميونيخ، التِي وُقِّعت فِي عام 1938م، بضمِّ مناطقَ شاسعةً مِن تشيكوسلوفاكيَا إلَى الأراضِي الألمانيَّةِ.
وأقدمتْ لجنةُ اختيارِ المرشَّحِينَ للجائزةِ بعدَ رسالةِ عضوِ البرلمانِ السويديِّ علَى وضعِ اسمِ الزَّعيمِ النَّازيِّ «أدولف هيتلر» علَى قائمةِ المرشَّحِينَ لنَيلِ جائزةِ «نوبل» للسَّلامِ العالميِّ لسنةِ 1939م، وعندهَا تداركَ العضوُ فِي البرلمانِ السويديِّ «إريك براندت» الأمرَ، وقامَ بمخاطبةِ لجنةِ التَّرشيحِ النّرويجيَّةِ التِي يتمُّ مِن خلالِهَا التَّرشيحُ للجائزةِ مرَّةً أُخْرَى مطلعَ سنةِ 1939م، مِن أجلِ سحبِ ترشيحِهِ السَّابقِ للقائدِ الألمانيِّ النَّازيِّ «أدولف هيتلر» لنَيلِ الجائزةِ.
ولمْ يستطعِ الزَّعيمُ الألمانيُّ النَّازيُّ «أدولف هيتلر» مِن تسلُّمِ جائزةِ «نوبل» للسَّلامِ العالميِّ؛ لاستحالةِ وتوقُّفِ إقامةِ حفلِ تسليمِ الجائزةِ فِي مطلعِ شهرِ سبتمبر سنة 1939م، وذلكَ بسببِ نشوبِ الحربِ العالميَّةِ الثَّانيةِ؛ لتُمنحَ الجائزةُ بعدَ انتهاءِ الحربِ العالميَّةِ الثَّانيةِ فِي سنةِ 1944م، إلَى اللجنةِ الدوليَّةِ للصَّليبِ الأحمرِ.