* اليومُ الوطنيُّ لـ(المملكةِ العربيَّةِ السعوديَّةِ)، الذِي نحتفلُ به هذهِ الأيَّام بعامهِ الـ(94)، ذاكرةً لملحمةٍ بطوليَّةٍ خالدةٍ، وحَّدت القلوبَ قبلَ الصُّفوفِ، لتنقلَ هذهِ البلادَ مِن الشَّتاتِ والفُرقةِ، والخوفِ والجُوعِ؛ إلى واحةٍ مِن الأمنِ والأمانِ، والتطوُّرِ ورغدِ العَيشِ.
*****
* و(اليومُ الوطنيُّ السعوديُّ) مَا يُميِّزهُ أنَّه ليسَ خاصًّا بهَا وبأبنائِهَا، بلْ حق العالمِ أجمعَ بدوائرِهِ ومحيطاتِهِ المختلفةِ أنْ يحتفِي بهِ، فـ(العربُ) لَا عجبَ أنْ يشاركَ المنصفُونَ منهُم صادقِينَ بالاحتفالِ بِهِ، فقدْ صنعَ لهُم (شقيقًا أكبرَ) يحملُ همَّهُم، ويعملُ علَى اجتماعِ كلمتِهِم ونصرتِهِم، والشواهدُ فِي هذَا الإطارِ كثيرةٌ وكبيرةٌ، منهَا: حقنُ دماءِ اللبنانيِّينَ، وجمعُ شتاتِهِم بعدَ أنْ مزَّقتهُم حروبُهُم الأهليَّة، وذلكَ فِي اتفاقِ الطَّائفِ 1989م، وكذَا المساهمةُ بعودةِ (الكويتِ) بعدَ غزوِ (عراقِ صدَّام حسين) لهَا، وهناكَ الوقوفُ معَ (البحرين) في مواجهةِ الطَّائفيَّةِ التِي كادتْ أنْ تعصفَ بهَا، أيضًا (المملكةُ) هِي الأمينةُ أبدًا وجدًّا علَى قضاياهُم العادلةِ، ومنهَا: (قضيَّة فلسطينَ)، فهِي راسخةٌ فِي العقيدةِ السعوديَّةِ، وحاضرةٌ عندَ قادتِهَا بالأفعالِ قبلَ الأقوالِ، ويكفِي التأكيدُ الأخيرُ مِن وليِّ العهدِ الأمينِ صاحبِ السموِّ الملكيِّ الأميرِ محمد بن سلمان بأنْ لَا علاقات معَ إسرائيلَ قبلَ قيامِ الدولةِ الفلسطينيَّةِ الكاملةِ، وذلكَ فِي الخطابِ الملكيِّ أمامَ مجلسِ الشُّورَى الأسبوعََ الماضِي.
*****
* والعالمُ الإسلاميُّ فرحتهُ بـ(يومِنَا الوطنيِّ) إنَّمَا أتتْ لأنَّهُ خلقَ لهُم وطنًا أمَّنَ الحرمَينِ الشَّريفَينِ والمشاعرَ المقدَّسةَ، وبذلَ الكثيرَ فِي تطويرِهَا وتوسعتِهَا، بمَا يجعلُ رحلةَ حجِّ المسلمِينَ وعُمرتهم إليهَا مطمئنةً، تكسُوها الراحةُ والرفاهيةُ، ولأنَّ هذَا الوطنَ السَّاعيَ دائمًا بمساعدةِ أشقائِهِ فِي الدِّينِ، والدِّفاعِ عَن قضاياهُم علَى كافَّة الصُّعدِ.
*****
* أمَّا المحيطُ الدَّوليُّ فابتهاجهُ بـ(اليومِ الوطنيِّ للسعوديَّةِ)؛ لأنَّه بدايةُ انطلاقٍ لـ(مملكةِ الإنسانيَّةِ)، التِي تحملُ للعالمِ كلِّهِ رسالةَ الإسلامِ الوسطيَّةَ المتسامحةَ، حاملةً لواءَ الحوارِ بينَ أتباعِ الأديانِ والحضاراتِ المختلفةِ؛ بحثًا عَن حلمِهَا فِي السلمِ والتعايشِ بينَ مختلفِ الشعوبِ، ومبادرةً فِي تقديمِ العونِ والمساعداتِ الإنسانيَّةِ والإغاثيَّةِ لكلِّ محتاجٍ فِي هذَا الكونِ.
*****
* ولأنَّ (اليومَ الوطنيَّ السعوديَّ) عالميٌّ بمختلفِ تفاصيلِهِ وأبعادِهِ؛ أتمنَّى وأرجُو أنْ تتضمَّن الاحتفاليَّةُ بهِ إنتاجَ أفلامٍ وموادَّ إعلاميَّةٍ محترفةٍ؛ تروِي تاريخَهُ وجهودَهُ وعطاءاتِهِ الثريَّةِ والنوعيَّةِ عربيًّا وإسلاميًّا ودوليًّا علَى أنْ تصلَ للآخرِ بلغاتِهِ وبقنواتِهِ الفضائيَّةِ ومحطَّاتِهِ الإذاعيَّةِ ومواقعَِ تواصلِهِ.. ويبقَى، حفظَ اللهُ تعَالَى الوطنَ وقيادتَهُ الرَّشيدةَ والحكيمةَ، وشعبَهُ الطيِّبَ النَّبيلَ، وأدامَ عليهِ الخيرَ والأمنَ والسَّلامَ.. وسَلامَتكُم.