دقيقتان، لا أكثر، هي مدة فيلم «حياة صديق»؛ ذلك العمل الفني الذي شاهدته أثناء تصفحي لمنصة «إكس»، وقد استوقفني منذ اللحظة الأولى لما وجدت فيه من مشاهد واقعية؛ تجسد طباعنا، وتقاليدنا، وعاداتنا، وطريقة تعاملنا مع المغتربين، الذين يعيشون حياة كريمة على أرض «مملكة الإنسانية»، على النقيض تمامًا من الصورة الزائفة التي روَّج لها الفيلم الهندي الذي بثته منصة «نتفليكس».
جاء هذا الفيلم القصير ليقدم بشكل مكثف لمحة حياتية متكاملة مع بداية وذروة ونهاية، تجسد يومًا في حياة شاب مغترب في المملكة يدعى «مجيب»، بدءًا من ممارسته لعمله وعلاقته مع صاحب العمل، مرورًا بمستوى الإقامة السكنية المتوفر له، وصولًا إلى اندماجه مع المجتمع السعودي، وشعوره بالألفة والمودة من خلال مشاركته الشباب في التسلية والألعاب، وتناول الطعام من الصحن ذاته.
الرسائل التي يحملها هذا الفيلم متعددة، فهي توثق الواقع بلمسة إبداعية، وتُظهر الحقيقة بشكل جلي، وتبرز مقدار الاحترام والتقدير والحياة الكريمة التي توفرها المملكة للمغتربين المقيمين على أرضها من مختلف الجنسيات، كما يمثل هذا الفيلم درسًا في فن الرد على محاولات تشويه صورة المملكة اليائسة، باستخدام ذات الأداة - الفن- التي حاول البعض توظيفها بشكل خبيث لنشر أفكار مسمومة.
جهد الإخوة «نافذة الإعلام» - الجهة القائمة على إعداد وإنتاج وتنفيذ هذا العمل- مشكور ومقدَّر، فهي تقدم نموذجًا يحتذى به للمؤسسات الوطنية التي تتحلى بروح المبادرة، وتسخّر جميع أدواتها وإمكاناتها وكوادرها المحترفة لإظهار الصورة الحقيقية للمملكة ونقلها من الواقع إلى الشاشات.
أخيرًا، يمثل فيلم «حياة صديق» رسالة نافذة تستقر في عقل ووجدان المغتربين المقيمين في المملكة العربية السعودية، وهي أقوى وأبلغ رد على الافتراءات التي لا تمت للواقع بصلة؛ أُوجِّه لهم التحية والتقدير، وأشد على أيادي كل من ساهم في هذا العمل ليخرج بهذه الصورة المشرقة، ويُجسِّد تلك الرسالة السامية التي تعكس صورة مجتمعنا السعودي النبيل والكريم.