فِي خضمِ احتفالِ بلادِنَا هذهِ الأيَّام بذكرَى اليومِ الوطنيِّ الـ94؛ الذِي يترجمُ مسيرةً طويلةً مِن الكفاحِ الذِي انتهَى بفضلِ اللهِ بتوحيدِ المملكةِ عامَ 1351هـ علَى يدِ القائدِ العظيمِ الملكِ عبدالعزيز -يرحمهُ اللهُ-، فإنَّ مِن المناسبِ أنْ نستذكرَ تفاصيلَ عديدةً حدثتْ علَى مدارِ العقودِ الماضيةِ فِي شتَّى المجالاتِ، التنمويَّةِ والاجتماعيَّةِ والثقافيَّةِ والسياسيَّةِ.
ومَا يلزمنَا أنْ نتذكَّرَ أيضًا فِي هذهِ المناسبةِ الأهميَّةَ البالغةَ للاعتمادِ علَى اللهِ، ثمَّ علَى أنفسِنَا، فِي بناءِ الوطنِ واستنهاضِ هممِ الشَّعبِ السعوديِّ وطاقاتِهِ، وتوجيههَا للعملِ المثمرِ البنَّاءِ.
كُنَّا أمَّةً منسيَّةً فِي بوادِي الصَّحراءِ ووديانِهَا، وأصبحتْ اليومَ دولةً حديثةً وقوَّةً اقتصاديَّةً عالميَّةً، وشريكًا لَا يُستغنَى عنهُ فِي الشؤونِ الدَّوليةِ.
ولعلَّ أكثرَ مَا يستدعِي الانتباهَ، هُو ذلكَ التحوُّلُ الكبيرُ الذِي جسَّدتهُ رؤيةُ بلادِنَا 2030، التِي تُعبِّر عَن بُعدِ النَّظرِ لدَى القائمِينَ عليهَا، بعدَ أنْ أكرمنَا مليكُ هذهِ البلادِ بوليِّ العهدِ رئيسِ مجلسِ الوزراءِ سموِّ الأميرِ محمد بن سلمان آل سعود، فسكنَ القلوبَ، وأدهشَ الشُّعوبَ وقادتهُم، وانتزعَ نديَّةَ الدولِ العُظمَى، واستطاعَ -بفضلِ اللهِ- تحويلَ بيروقراطيتِنَا، وأطلقَ منظومةً رقميَّةً، وعيَّن تنفيذيِّينَ شغوفِينَ بالإنجازِ، وأصبحَ لدينَا خارطةُ طريقٍ نستشرفُ مِن خلالِهَا دروبَ الانفتاحِ لاستنهاضِ الهممِ؛ لتنويعِ مصادرِ الدَّخلِ، وتحييدِ النفطِ كمصدرٍ وحيدٍ لهُ.
ومِن هُنَا بزغَ نجمُ الاقتصادِ المعرفيِّ كواحدٍ مِن أكبرِ محفِّزاتِ عجلاتِ الدَّخلِ القوميِّ، معَ الحرصِ الدَّائمِ علَى التحليقِ بجناحَي التَّعليمِ والصحَّةِ لبناءِ مجتمعٍ يرتقِي دومًا بسواعدِ أبنائِهِ.
إنَّ ذكرَى اليومِ الوطنيِّ هِي ترسيخٌ لوحدتِنَا، وتحفيزٌ لرؤيةِ بلادِنَا التِي تبشِّرُ بالخيرِ والرخاءِ والاستقرارِ، وبالتَّالِي فإنَّ علينَا أنْ نسعَى بكلِّ مَا أُوتينَا مِن قُوَّةٍ علَى تحمُّلِ هذهِ المسؤوليَّةِ بكلِّ اقتدارٍ.
نتوجَّهُ إلَى المولَى القديرِ، أنْ يديمَ علَى هذَا الوطنِ أمنَهُ ورخاءَهُ، وأنْ يصرفَ عنَّا الفِتنَ، مَا ظهرَ منهَا ومَا بَطَنَ، وَأنْ يحفظَ لبلادِنَا خيراتِهَا وبركاتِهَا، وأنْ يجعلَهَا -دومًا- فِي رخاءٍ وسخاءٍ واستقرارٍ.