تحتوِي بلادُنَا علَى العديدِ مِن الموانئِ البحريَّةِ، مِن أهمِّهَا -موقعًا، ومساحةً، وتأهيلًا- ميناءُ جدَّة الإسلاميُّ، وميناءُ الملكِ عبدالعزيز بالدَّمام، وقدْ كانَ لهذَينِ الميناءَينِ دورهُمَا الفاعلُ فِي الحركةِ التجاريَّةِ والسياحيَّةِ علَى مستوَى العالمِ، ممَّا جعلهُمَا يمثِّلانِ وجهةً جاذبةً للاستثمارِ الخارجيِّ بشمولِهِ الواسعِ، انطلاقًا مِن رؤيةِ المملكةِ 2030، وتشجيعهَا للاستثمارِ الخارجيِّ بشتَّى ألوانِهِ؛ تحقيقًا لمستهدَفاتِ الاقتصادِ السعوديِّ، واحتوائِهَا علَى مناطقَ لوجستيَّةٍ وصلتِ المملكةُ مِن خلالِهَا إلَى مكانةٍ عاليةٍ ومنزلةٍ رفيعةٍ بينَ دُولِ العالمِ.
وتُعتبرُ الموانئُ السعوديَّةُ مِن الأجهزةِ الخدميَّةِ التِي حقَّقتْ فِي مجالِهَا مكاسبَ استثماريَّةً رائدةً، وتسعَى حثيثًا فِي التوسُّع فِي برامجِهَا الاستثماريَّةِ علَى كافَّةِ الأصعدةِ والمجالاتِ؛ استكمالًا لهذهِ المنجزاتِ الوطنيَّةِ المثمرةِ، وبحسبِ الخبرِ المنشورِ بهذهِ الجريدةِ بتاريخِ 18 / 2/ 1446هـ، فقدْ شهدَ ميناءُ جدَّة الإسلاميُّ تدشينَ شركةِ (ميرسكِ) أكبرِ منطقةٍ لوجستيَّةٍ متكاملةٍ فِي الشرقِ الأوسطِ بقيمةِ 1.3 مليار ريالٍ، ممَّا يؤكِّدُ علَى جاذبيَّةِ الميناءِ، ويرسِّخُ مكانةَ المملكةِ كمركزٍ لوجستيٍّ عالميٍّ ومحورِ ربطِ القاراتِ الثلاثِ، وأنَّ موانئَ المملكةِ شهدتْ توقيعَ إنشاءِ 18 منطقةً لوجستيَّةً بإجماليِّ استثماراتٍ بلغتْ 10 ملياراتِ ريالٍ، وبمساحاتٍ إجماليَّةٍ تصلُ إلَى 6 ملايِين مترٍ مربَّعٍ، ويشملُ 10 مناطقَ لوجستيَّةً في ميناءِ جدَّة الإسلاميِّ، و8 مناطقَ لوجستيَّةٍ فِي ميناءِ الملكِ عبدالعزيز بالدَّمامِ، وتمَّت إضافةُ 47 خطًّا ملاحيًّا جديدًا فِي عام 2023م؛ ليصبحَ إجماليُّ الخدماتِ الملاحيَّةِ فِي موانئِ المملكةِ اليومَ 115 خطًّا ملاحيًّا جديدًا مَا يرسِّخُ المكانةَ الرائدةَ لهَا فِي مؤشرِ اتِّصالِ الملاحةِ البحريَّةِ عالميًّا.
ومجملُ القولِ فالموانئُ السعوديَّةُ مِن الروافدِ الدَّاعمةِ لاقتصادِنَا الوطنيِّ، مِن خلالِ المناطقِ اللوجستيَّةِ التِي تحتويهَا والاستثماريَّةِ المشاركةِ فِي نشاطِهَا البحريِّ تجاريًّا وسياحيًّا بدعمِ وتوجيهاتِ الدولةِ -أيَّدَهَا اللهُ- ورؤيةِ المملكةِ صمَّامِ الأمانِ لمسارِ النهضةِ المباركةِ التِي عمَّت أرجاءَ البلادِ.
****
* نبضٌ:
أَنَا البَحرُ فِي أَحْشَائِهِ الدُّرُّ كَامِنٌ
فَهَلْ سَأَلُوا الغَوَّاصَ عَن صَدَفاتِي