مِن المؤكَّدِ أنَّ دعوةَ وزيرِ الخارجيَّةِ السعوديِّ، الأميرِ فيصل بن فرحان، لإنشاءِ تحالفٍ دوليٍّ لتحقيقِ حلِّ الدولتَينِ، وهُو إقامةُ دولةٍ فلسطينيَّةٍ كاملةِ السِّيادةِ بجانبِ إسرائيلَ، هُو الملاذُ الوحيدُ والأخيرُ لإعادةِ الهدوءِ والاستقرارِ والتنميةِ والازدهارِ للمنطقةِ العربيَّةِ بعدَ عقودٍ طويلةٍ مِن القلاقلِ والحروبِ والقتلِ والدَّمارِ.
ولو انضمَّ إلَى التحالفِ دولٌ عربيَّةٌ وإسلاميَّةٌ وإفريقيَّةٌ وأوروبيَّةٌ وأمريكيَّةٌ جنوبيَّة قويَّة لأضافَ ذلكَ إلَى التحالفِ ثقةً ومصداقيَّةً وقبولًا عندَ شعوبِ وحكوماتِ العالمِ الذِي -للأسفِ- يوجدُ فيهِ مَن يحترمُ القويَّ فقطْ ويزدرِي الضَّعيفَ ولوْ علَى حسابِ العدالةِ وحقوقِ الإنسانِ.
ومِن المؤكَّدِ أيضًا، وهذهِ وجهةُ نظرٍ شخصيَّةٍ، أنَّه لَا رجاءَ لحلِّ الدَّولتَيْنِ يُؤمَّلُ مِن الولاياتِ المتَّحدةِ الأمريكيَّةِ، الدولةِ الأقوَى فِي العالمِ عسكريًّا واقتصاديًّا، سواءٌ استمرَّ الحزبُ الديموقراطيُّ فِي حُكْمهِ وجاءَ بكامالا هاريس رئيسةً، أو جاءَ منافسهُ اللدودُ الحزبُ الجمهوريُّ بدونالد ترامب رئيسًا، وهُو الذِي لا تُعجبهُ مساحةُ إسرائيلَ الصغيرةُ حسبَ رؤيتِهِ (يَا حرامْ!!)، وربَّما يُخطِّطُ لتوسيعِهَا، ويَا لهُ مِن تخطيطٍ إبليسيٍّ فظيعٍ!.
ومعَ أمريكَا هناكَ دولُ بريطانيَا وفرنسَا وألمانيَا وغيرهَا، إذْ رغمَ تصريحاتِهَا السَّابقةِ بقبولِ حلِّ الدَّولتَيْنِ، إلَّا أنَّها تدعمُ إسرائيلَ، الطرفَ الظالمَ، بكلِّ مَا أوتيتْ، وتُسخِّر إمكانياتِهَا ونفوذِهَا لخدمتِهَا وتمريرِ أجندتِهَا فِي المنطقةِ؛ بسببِ قوَّةِ اللُّوبي اليهوديِّ الضاغطِ علَى سياسيِّيهَا فِي الداخلِ، والتقاربِ الدينيِّ المتعصِّبِ والمعروفِ بينَ اليهودِ الصهاينةِ والإنجيليِّينَ المتطرِّفِينَ، ممَّن لا يرُونَ فِي فلسطينَ أرضًا مُشتركةً يمكنُ أنْ يعيشَ فيهَا كلُّ معتنقِي الأديانِ السماويَّةِ، بلْ قِبْلة دينيَّة يهوديَّة خالصَة يجبُ استيطانهَا والسيطرةُ عليهَا مِن قِبل اليهودِ فقطْ الذِينَ يأمرهُم تلمودهُم المُحرَّفُ بإيقادِ الحروبِ التِي تُدمِّر غيرَهُم (الغيرُ هُم العربُ والمُسلمُونَ)، وتُبقيهُم كشعبِ اللهِ المختارِ وأبناؤهُ وأحبَّاؤهُ، تَعَالَى اللهُ عَمَّا يَصِفُونَ.
ولَا يملكُ المرءُ إلَّا الدَّعاءَ بنجاحِ التحالفِ الدوليِّ، فليسَ لهُ بديلٌ، والمنطقةُ العربيَّةُ قدْ اشتعلتْ، ويتنامَى اشتعالهَا ولا يخبُو، وزادَهَا اشتعالًا مَن يُتاجرُ فِي القضيَّةِ الفلسطينيَّةِ مِن دولٍ وميليشياتٍ تمريرًا لأجنداتِهَا المُماثلةِ فِي الخطرِ لأجندةِ إسرائيلَ وداعميهَا، ولو نجحَ التحالفُ الدوليُّ لأمكنَ إطفاء كلِّ الحروبِ، ووأد كلِّ الأجنداتِ فِي خواصرِ واضعيِهَا، ولَنَعُمَتِ المنطقةُ بالسَّلامِ المنشودِ.
قولُوا: يَا رَب.