لتطوير منشأة تواجه خللاً تنظيمياً وإدارياً، ونقصاً في استدامة مواردها المالية واستثماراتها، وتعثرا في مشاريعها الحيوية، يجب اتباع خطوات محكمة تستند إلى إعادة الهيكلة، وتعزيز الكفاءة، وتحقيق استدامة مالية طويلة الأمد؛ ويمكن تقسيم آلية التطوير إلى ثلاثة محاور رئيسية:
أولاً: إعادة الهيكلة التنظيمية والإدارية؛ عبر تحليل الوضع الراهن؛ بحيث يجب البدء بتقييم شامل للإدارة الحالية من حيث الهيكل التنظيمي، الأداء، والمسؤوليات؛ وهذا التحليل سيساعد في كشف الثغرات الإدارية والعملية التي تعيق الأداء؛ وتطوير آليات الحوكمة عبر تطبيق مبادئ الحوكمة الرشيدة، من خلال تعزيز الشفافية، وضمان توزيع واضح للمسؤوليات بين المستويات الإدارية، واعتماد نظام تقارير دوري لرصد الأداء؛ إضافة لتحسين بيئة العمل والتركيز على تطوير مهارات الموظفين من خلال التدريب والتأهيل، ووضع برامج تطويرية تهدف إلى تعزيز القيادة الوسطى وزيادة الفعالية.
ثانياً: تحقيق استدامة الموارد المالية والاستثمارات؛ من خلال تنويع مصادر الدخل؛ بأن تسعى المنشأة لتنويع مواردها المالية عبر استكشاف فرص استثمار جديدة، وتوسيع نطاق عملها بما يتناسب مع أهدافها؛ قد يشمل ذلك الدخول في شراكات استراتيجية مع مستثمرين أو شركات محلية وعالمية؛ وكذلك تطبيق استراتيجيات إدارة مالية فعّالة؛ بوضع خطة مالية متكاملة تهدف إلى تخفيض التكاليف التشغيلية وزيادة العائدات، مع اعتماد سياسات مالية صارمة تتضمن إدارة المخاطر المالية وتحسين التدفق النقدي؛ والابتكار في المنتجات والخدمات؛ من خلال تقديم منتجات وخدمات مبتكرة تلبي احتياجات السوق، وتضمن خلق قيمة مضافة للمنشأة، مما يساهم في جذب عملاء جدد وزيادة الإيرادات.
ثالثاً: إعادة إحياء المشاريع الحيوية؛ ومراجعة أسباب التعثر؛ عبر تقييم أسباب تعثر المشاريع الحيوية، ووضع حلول محددة لكل مشكلة على حدة، سواء كانت مرتبطة بسوء الإدارة أو نقص التمويل أو تخطيط غير سليم؛ وكذلك تطبيق نظام إدارة مشاريع محكم؛ باعتماد منهجيات إدارة المشاريع الحديثة مثل (Agile) أو (Lean)، التي تركز على تحسين المرونة وتقليل الهدر في الوقت والموارد؛ وأخيراً؛ التخطيط الاستراتيجي للمشاريع؛ بحيث يجب أن تكون المشاريع الحيوية جزءاً من رؤية طويلة الأمد للمنشأة، عبر ربطها بالأهداف الكبرى مع وضع جدول زمني واضح لتنفيذها؛ ومؤشرات أداء لقياس تقدمها بشكل دوري.
عندما تجد مبنى منشأة جديدا؛ يتم هدم أجزاء منه لتدشين مكاتب جديدة؛ وصالات؛ وممرات؛ فهذا يستوجب أن نسأل كيف تم تخطيط هذا المبنى! دون أن تُدرس مُتطلبات المرحلة الحالية والمستقبلية حتى لا تُهدر أموال هكذا بلا معنى.
أخيراً.. تطوير المنشآت المتعثرة يتطلب جهداً منظماً، يبدأ بتحديد مكامن الخلل، مروراً بتحسين هيكلة الإدارة، وضمان استدامة الموارد المالية، وإعادة توجيه المشاريع نحو النجاح. النجاح في تنفيذ هذه الآلية يعتمد على الشفافية والإرادة القيادية، مع الاعتماد على أدوات حديثة تواكب المتغيرات السوقية والاقتصادية، لتحقيق نجاح مستدام على المدى الطويل.