تعتبرُ بلادنَا -أعزَّها اللهُ- موئلًا ومنهلًا ثريًّا للأعمالِ الخيريَّةِ والإنسانيَّةِ على مستوَى العالمِ لِمَا بذلتهُ وتبذلهُ في هذَا الجانبِ على امتدادِ تاريخهَا الطويلِ المشرِّفِ، يشهدُ بهِ البعيدُ قبلَ القريبِ.
أجلْ.. فلَا غرابةَ أنْ يشاركهَا في هذَا الجانبِ -اقتداءً- العديدُ مِن أفرادِ الشعبِ احتسابًا في الأجرِ والثوابِ.
ولجنةُ (تراحم) بمكَّة المكرَّمة واحدةٌ من لجانِ الخيرِ والأعمالِ الإنسانيَّةِ، إلَّا أنَّ دورهَا يختلفُ في مؤدَّاه عن اللجانِ الأُخْرى وهُو خدمةُ (السجناءِ وأسرهِم) من حيثُ الرعايةِ علَى شؤونِ الأسرةِ مجتمعيًّا، وتعليميًّا، وصحيًّا، ومعيشيًّا بواسطةِ مسؤولِينَ فضلاءَ، أمناءَ، يمثِّلُون حبَّ الخيرِ والإصلاحِ والصلاحِ؟
وتحظَى هذه اللجنةُ كغيرِها من اللجانِ الأُخرى المماثلةِ بتوجيهِ الدولةِ ودعمهَا ماديًّا ومعنويًّا، وتتماشَى معَ رؤيةِ المملكةِ (2030) في تحقيقِ المستهدفاتِ الخيريَّةِ التي أقيمتْ من أجلهَا.
وحرصًا من الدولةِ في دعمِ مسيرةِ هذه اللجنةِ الخيريَّةِ الهامَّةِ ومتابعةِ شؤونهَا فقدْ استقبلَ صاحبُ السموِّ الملكيِّ الأميرُ سعود بن مشعل نائبُ أميرِ منطقةِ مكَّة المكرَّمة قبلَ أيامٍ رئيسَ مجلسِ إدارةِ لجنةِ (تراحم) بمكَّة المكرَّمة المهندسَ فؤاد الشريبي، وعددًا من أعضاءِ اللجنةِ، واطَّلعَ سموُّه علَى التقريرِ السنويِّ لأعمالِ وإنجازاتِ اللجنةِ لعامِ 2023م والبرامجِ الشاملةِ لدعمِ أسرِ السجناءِ والمفرجِ عنهُم، بمَا يعزِّزُ الاستقرارَ الأسريَّ لهُم، إضافةً إلى تقديمِ 23 خدمةً عبرَ 3 مساراتٍ لتعزِّزَ البناءَ الأسريَّ المتكاملَ للمستفيدِينَ، وثمَّن سموُّه دورَ اللجنةِ لخدمةِ السجناءِ وأسرِهم، والتي تسهمُ في تأهيلِ وتهيئةِ السجناءِ ليكونُوا أفرادًا فاعلِينَ في المجتمعِ بعدَ الإفراجِ عنهُم.
* خاتمة: إن خدمة أسر السجناء بشمولها الواسع، حال سجن أولياء أمورهم وخاصة الذين يعولون أسراً كثيرة العدد، تعتبر من أفضل القربات إلى الله، وخدمة لجنة (تراحم) تعتبر سباقة في هذا المجال، أتمنى وكل محب للخير والعمل الإنساني -وما أكثرهم ببلادنا- أن تشمل رسالتها الخيرية جميع المدن والقرى، ففي بلادنا -بحمد الله- الكثير والكثير من محبي الخير والأعمال الإنسانية.
* قالَ تعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ).