اليوم؛ لم يعد أحد يشتري الجرائد، ليس لأنها فقدت قيمتها، بل لأن الحياة تغيرت، وأصبحت الصحف الورقية (لا) وجود لها، وحلت في محلها الصحف الإلكترونية، وتحولت الصحف كلها إلى صحف تصارع الحياة من أجل البقاء، في عالم لم يعد كما كان قبل عالم التواصل، هذا العالم المزدحم جداً والمختلف جداً، العالم الذي قدم الكثير من الألق والكثير من الحمقى، والكثير من الفوضى والكثير من المعاتية، والكثير من المهووسين بالظهور، حتى أصبح الكل إعلامياً، والكل يكتب، والكل يكذب، والكل يدور حول أحلامه بطريقته، وما علينا سوى أن نصبر ونحن نشاهد كل ما لم يكن في حسباننا، و(لا) أحد بالطبع عنده متسع من الوقت والأعصاب ليذهب أكثر من هذا..!!
جاءت أدوات التواصل لتعبث بنا وبكل شيء، وتقدم للمتلقي الحزن والحب والفرح والتعب؛ الذي لم يكن يتوقعه أحد، والمؤلم هو أن ترى ملايين المتابعين يلتفون حول فتى أحمق، أو فتاة ليس في ذمتها سوى تسلسلات حمقاء لخلاصة الحياة الفارغة من الفكر والثقافة، وأدب الإعلام، وحين تسأل تموت الإجابة كمداً في حضور المصادفة، التي لعبت في موازين الحياة، والتي لولاها لما كان لأحد من هؤلاء أن يجد لنفسه مكاناً، لكنها عبثية التواصل، وكلكم يشاهد هذا العالم الذي بقدر ما أسعد الناس أبكاهم، وبقدر ما ساعد الكثير ضيّع الكثير حين قدم للمتلقي صوراً مشوهة لبعض الوجوه الشاحبة والخالية من الحياء، والذوق والفكر، ومن كل ما يهم الناس إلا من الوقاحة..!!
(خاتمة الهمزة).. لست وحدي من يحمل الحزن و(لا) الحداد على الكلمات، وكثيرون غيري يعيشون معي الدهشة تلو الدهشة... وهي خاتمتي ودمتم.