السلاسل ترفٌ أم تقليدٌ أعمى؟!

حينَ كنتُ فِي مهمَّةِ عملٍ لأوَّلِ مرَّةٍ أُسافرُ فيهَا مِن خلالِ برنامجِ عَن المواهبِ التمثيليَّةِ فِي إحدَى الدُّولِ الشقيقةِ، والحقيقةُ كانَ همِّي كيفَ أُمثِّلُ مملكتِي باعتبارِي سعوديًّا مفتخرًا بذلكَ، وهناكَ كانَ معنَا عددٌ مِن الخليجيِّينَ بطبيعةِ الحالِ، رجالًا ونساءً، فكلٌّ يمثِّلُ دولتَهُ خيرَ تمثيلٍ بلَا شكٍّ، وفعلًا دخلنَا فِي معمعةِ الاختبارِ المبدئيِّ لمئةٍ مِن الأنفسِ مِن أعرافٍ وقبائلَ وشعوبٍ مختلفةٍ، فِي أجواءَ مِن المحبَّةِ والأخوَّةِ والكثيرِ مِن الاحترامِ والتَّقديرِ والنفسيَّة مليارَ راحةٍ، تنافسٌ شريفٌ، وتدريباتٌ قاسيةٌ ومهمَّةٌ لازلتُ استعيدُ ذاكرتهَا بنشوةٍ وفخرٍ وفائدةٍ عظيمةٍ.

ما لفتَ انتباهِي كثرةُ السلاسلِ الجلديَّةِ والحديديَّةِ في معصمِ أغلبِ الرِّجالِ الذِينَ كانُوا معنَا مستغربًا مندهشًا فِي وقتٍ واحدٍ، فدارَ فِي ذهنِي سؤالٌ كنتُ أودُّ أعرفُ إجابتَهُ فِي حينِهَا: لماذَا كثرةُ هذهِ السلاسلِ؟

فِي البدايةِ اعتقدتُ أنَّهَا تمائمُ وهِي محرَّمةٌ دينيُّا وعرفيًّا كمَا هُو معلومٌ، هلْ هِي لجلبِ الحظِّ مثلًا؟ وهِي أسئلةُ تدورُ فِي رأسِي وقتهَا، ولَا أُخفيكُم

كدتُ التقطُ بعضهَا مِن صديقِي الذِي يجاورنِي بالغرفةِ حينَ أرادَ النومَ، تصدِّقونُ باللهِ؟ يَا كثرة التِي نزعهَا مِن يديهِ خاتمَي عقيقٍ، محبسٌ، ثلاثُ سلاسلَ جلديتَّانِ وحديدةٍ، مَا الفائدةُ مِن كلِّ هذَا؟ أحدُ الأصدقاءِ العربِ الذِي يتَّفقُ معَي فِي سؤالاتِي أجابنِي: ترَى هِي موضةٌ فقطْ!

استغفرُ اللهَ لماذَا يَا شبابُ نقلِّدُ الغيرَ ترفًا فقطْ أم تقليدًا أعمَى، فكِّرُوا يَا أبنائِي كثيرًا مَا فائدتهَا وحتَّى نحت الشعرِ من جانبَي الرَّأسِ قزعًا!!

أينَ الرجولةُ؟ ماذَا تركنَا لبناتِنَا أنْ يلبسنَ؟ احفظُوا ماءَ وجوهِكِم، وكمَا قالَ -صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (اخشوشنُوا).

وأخيرًا...

نصيحةٌ خلُّوكُم رجَّالًا يَا شَبابُ

ولَا تُقلِّدُوا كلَّ سفيهٍ ومرتابْ

ترَى الرجولةَ حضورٌ وغيابْ

مَا هِيب مثلِ نعيقِ الغرابْ

حضورٌ مشرِّفٌ مَا هُوب سرابْ

وغيابُ المواقفِ إللي فيهَا خرابْ

انتبهْ! مِن كلِّ متكبرٍ وجرَّاب

لا تتبعْ إلَّا مَن عَلَا همَّته وأسبابْ

وخلَّك فِي كلِّ قمِّةٍ ناصحًا وعرَّابْ

ولا تدخلْ جحرَ ضبٍّ حاسدٍ قلَّابْ