وحل الدكتور الذييب ضيفًا على البرنامج الثقافي في معرض الرياض الدولي للكتاب 2024، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة، في المدة من 26 سبتمبر حتى 5 أكتوبر الجاري، وذلك في ندوة حوارية بعنوان: "الكتابات العربية القديمة" وأدارها الإعلامي عبدالله المحيلان.
وأكد أن الجزيرة العربية لم يسكنها قديمًا أو حديثًا سوى العرب، لافتًا إلى أن الأجناس الذين قطنوها في حقب زمنية كانوا بصفة مؤقتة، مشيرًا إلى أن لفظ "عربي" أطلق على مجموعة من القبائل في فترة الآشوريين في القرنين الثامن والتاسع قبل الميلاد.
وأوضح الذييب أن الهجرات من الجزيرة العربية بدأت من منطقة الوسط باتجاه الشمال إلى بلاد الرافدين والشام العظمى ومصر، واستقروا وبنوا ممالك هناك، لافتاً إلى أن أقدم اكتشاف لنقش عربي وجد في منطقة تابعة لفلسطين وتحديدًا مدينة لخيش، عبارة نقش ثمودي يعود إلى 1300 قبل الميلاد، وفي البداية ظنوا أنه فينيقي ويعود إلى 1509 قبل الميلاد، وتبين بعد ذلك أنه يجمع الخط المسند والحروف الثمودية.
وذكر أن شبه الجزيرة العربية وحاليًّا تشكل المملكة العربية السعودية جزءًا كبيرًا منها هي من أكثر المناطق في العالم ثراءً بالكتابات القديمة المتنوعة؛ كالآرامية، والنبطية في الحجر، واللحيانية، إلى جانب الكتابات الصفائية شمال المملكة، والدادانية في العلا، والحسائية، والسبئية، والكتابات المعينية نسبة لقبيلة معين، والكتابات التدمرية شمال الجزيرة العربية، إضافة إلى الخط اليوناني، والخط اللاتيني، والكتابات المسمارية في تيماء، والنقوش الثمودية في منطقة حائل.
وقدم الذييب مقاربةً بين الكتابات العربية القديمة في شبه الجزيرة والحضارات التي نشأت في محيطها القريب؛ لأغراض التبادل التجاري والمعيشة.
ويعد الدكتور سليمان الذييب من أهم رواد التاريخ في مجال الاكتشافات الأثرية في المملكة، والكتابة عن الحضارات التي تعود إلى آلاف السنين في شبه الجزيرة العربية، والحياة الاجتماعية بأبعادها المختلفة، وهو كاتب ومؤرخ وباحث وأستاذ الكتابات العربية القديمة بجامعة الملك سعود، وعالم في مجال الآثار واللغات القديمة في الجزيرة العربية، قام بالعديد من الرحلات الاستكشافية الأثرية، وله عشرات المؤلفات والدراسات والأبحاث المنشورة باللغة العربية في مجال التراث والبحث التاريخي والحضاري، وصاحب بصمة في التنقيب في التاريخ السعودي القديم.
وتأتي الندوة الحوارية ضمن البرنامج الثقافي في معرض الرياض الدولي للكتاب 2024، الذي يختتم أعماله يوم السبت المقبل، بجامعة الملك سعود بالرياض، ويشارك فيه عدد كبير من الأدباء والمثقفين المحليين والعرب والدوليين، ويشتمل على حزمة من الفعاليات والندوات والجلسات الحوارية، وورش العمل، والمحاضرات الفكرية والثقافية والأدبية والتاريخية والاجتماعية، والأمسيات الشعرية والعروض المسرحية والفنية.