* كانَ أمس السبت احتفالُ العالمِ بـ(يومِ المعلِّم)، والذِي اُخْتِير له السَّادس مِن أكتوبر كلَّ عامٍ؛ لأنَّه اليومُ الذِي احتضنَ عامَ 1966 توصياتِ (اليونسكو، ومنظمةِ العملِ الدوليَّة) بشأنِ وضعِ المعلِّمِينَ والمعاييرِ المتعلِّقة بهِم؛ ويهدفُ يومُ المعلِّم العالميُّ إلى التركيزِ علَى تقديرهِ وتحسينِ عطاءاتِهِ، وإتاحةِ الفرصةِ للنظرِ فِي كلِّ قضايَاه.
*****
* والسعوديَّةُ تشاركُ العالمَ فِي الاحتفالِ بـ(المعلِّمِ) فِي يومِ تكريمهِ، ويأتِي هذَا مِن أعلَى السلطاتِ؛ فيكفِي بأنَّ مجلسَ الوزراءِ فِي جلسةِ الثلاثاءِ الماضِي قدْ تحدَّثَ عَن «يومِ المعلِّمِ»، مؤكدًا علَى تقديرِهِ لدورِ المعلِّمِينَ والمعلِّماتِ فِي مسيرةِ تطويرِ المنظومةِ التعليميَّةِ، وجهودِهِم فِي بناءِ المهاراتِ والقدراتِ، وتعزيزِ القيمِ الوطنيَّةِ، والإسهامِ بفاعليَّةٍ فِي إعدادِ أجيالٍ تنافسُ العالمَ وتسبقهُ إلَى التقدُّمِ والابتكارِ.
*****
* وهنَا -كمَا سبقَ- وأكَّدتُ فِي هذهِ الزاويةِ؛ المعلِّمُون والمعلِّماتُ رسالتهُم عظيمةٌ، فهُم بناةُ جيلِ المستقبلِ، وهُم الأساسُ فِي نجاحِ المنظومةِ التعليميَّةِ، وهُم فِي عمومِهِم يبذلُونَ جهودًا كبيرةً وتضحياتٍ مخلصةً، ولاسيَّما فِي ظلِّ المتغيراتِ الخطيرةِ فِي سلوكِ الناشئةِ، وصعوبةِ التعاملِ معهُم.
*****
* فما أتطلع إليه أنْ يكون الاحتفاء بهم مستمرًا، وأنْ يتجاوز محطة العبارات والبوستات في مواقع التواصل؛ إلى واقع احتفالي ملموس، تصنعه بداية (وزارتهم)؛ فهذا نداء سبق وأنْ رفعت صوتي به يدعوها إلى إطلاق سلم وظيفي جديد لهم فيه البشرى بـ(الزيادة، والحوافز للمبدعين والمتفوقين، والتأمين الطبي، وبدلات مواصلات، وسكن لمن يعملون في مناطق نائية ووعرة، ولاسيما المعلمات اللائي تستنزف المواصلات أو السكنى «أكثر من ثلث رواتبهن»، كما أرجو إلغاء ربط علاوتهم السنوية بالاختبارات؛ مساواة لهم ببقية موظفي الدولة؛ ولأنها حقهم الذي كفلته الأنظمة).*****
* أيضًا حقُّ المعلِّمِينَ والمعلِّماتِ علَى المجتمعِ، الذِي لابُدَّ أنْ تسكنهُ «أفرادًا ومؤسساتٍ» عقيدةٌ راسخةٌ تؤمنُ بدورِهِم الرئيسِ، ومكانتهمَا العظيمةِ التِي هِي بمنزلةِ التَّاجِ علَى الرؤوسِ، وفِي هذَا الإطارِ أقترحُ حملةً وطنيَّةً توعويَّةً كبيرةً تتبنَّاهَا (وزارةُ التَّعليمِ)، ويشاركُ فيهَا القطاعُ الخاصُّ بتسهيلاتٍ وخصوماتٍ يستحقُّها بالتأكيدِ (معالِي المعلِّم)، الذِي أقترحُ أنْ يكونَ لهُ (جمعيَّةٌ أو هيئةٌ مدنيَّةٌ)، ترفعُ صوتَهُ، وتبحثُ عَن حقوقِهِ، وتدافعُ عنهُ.. ويبقَى، أقترحُ بدايةً مِن العامِ المقبلِ أنْ يكونَ (يومُ المعلِّم) إجازةً رسميَّةً لموظَّفِي الدَّولةِ؛ فحقُّه الدَّلالُ والرَّاحةُ فِي يومِ تكريمِهِ، وأنْ يشعرَ المجتمعُ بمختلفِ أطيافِهِ بأهميَّةِ ذلكَ اليومِ، وأنْ يتفرَّغُوا بهِ للاحتفالِ بمعلِّميهِم ومعلِّماتِهِم، وسَلامتكُم.