#ناصيةٌ
في بدايةِ دخولِي لعالمِ الكتابةِ، كنتُ مفتونًا فِي صياغةِ المصطلحاتِ التِي تُوحِي للآخرِينَ بأنَّنِي فاهمٌ رغمَ أنَّ الفهمَ فِي البحرِ وأنَا أسبحُ فِي النَّهرِ..
كنتُ أحاولُ أنْ أخترعَ مصطلحاتٍ مثلَ:
- تتوينُ السَّردِينَ وسردنةُ التُّونةِ
- قلقُ الهويةِ وأزمةُ السَّردِ
- تلاشِي المتنِ وصعودُ الهامشِ
- صعلكةُ الأدبِ وتأديبُ الصعاليكِ
- شعريَّةُ النَّثرِ ونثرُ الشَّعرنَةِ
- عتبةُ النَّصِّ وتنصيصُ العتبةِ
- تأزيمُ المطمئنِ وتطمينُ المأزومِ
- جدليَّةُ الخفاءِ والتَّخلِّي فِي الحُبِّ والتَّغلِّي
- شعيريَّةُ الوقتِ وتوقيتُ الشَّعيريَّةِ
- خطابُ الأزمةِ وأزمةُ الخطابِ
- زحمةُ الفراغِ وتفريغُ الزَّحمةِ
- فوضَى المصطلحاتِ فِي طرحِ التساؤلاتِ
- تجليَّاتُ الوجباتِ السريعةِ فِي الأزمنةِ الفظيعةِ
- إشكاليَّاتُ الرِّوايةِ وروايةُ الإشكاليَّاتِ
- تفويلُ العدسِ وتعديسُ الفولِ
- ترزيزُ المكرونةِ فِي مكرنةِ الرُّزِّ
- تجبينُ الزَّيتونِ وزوتنةُ الجُبنِ
- تسنيبُ التيكِ توكِ وتكتكةُ السِّنابِ
- إعلانُ الحُبِّ وتحبيبُ الإعلانِ
- سدحُ السؤالِ وتساؤلُ السَّدحِ
- تداعِي الواتسباتِ فِي ظلِّ تراجعِ السناباتِ
- جدليَّةُ الفيسبوكِ وسرديَّةُ اليوتيوبِ
- نهضةُ الانستجرامِ فِي ظلِّ غيابِ التليجرامِ
وهكذَا أصوغُ العناوينَ التِي تخيفُ القارئَ، وتجعلَهُ يعتقدُ أنَّ فِي العباءةِ رجلًا حكيمًا، ومَا عَلِمَ أنَّ العباءةَ تضمُّ بداخلِهَا رجلًا يتظَّرفُ بالثَّقافةِ ويتثقَّفُ بالظَّرافةِ.
حسنًا ماذَا بَقِيَ:
بَقِيَ القولُ: مَا رأيكُم أنْ تكتبُوا حولَ هذَا الموضوعِ: «تدفُّقُ الشَّاهِي ومرارةُ القهوةِ ودورهَا فِي محاربةِ الغفوةِ..!».