Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

أول حالة علاج للسكري بالخلايا الجذعية

A A
نشرتْ مجلةُ الـnature قبلَ أسبوعٍ مقالًا عَن أوَّل حالةِ علاجٍ للسكريِّ بالخلايَا الجذعيَّةِ، وهُو يُعتبرُ خبرًا مِن الأخبارِ النوعيَّةِ علميًّا، لكنَّه مِن حيث التطبيقِ العامِّ يفتقرُ إلى استكمالِ الناحيةِ النظاميَّةِ لشروطِ هيئةِ الغذاءِ والدواءِ، بعكسِ مَا كتبتُ عنهُ سابقًا بعنوانِ «خلايا لانتيدرا علاجُ السكريِّ»، حيثُ تمَّت الموافقةُ عليهِ مِن هيئةِ الغذاءِ والدواءِ الأمريكيَّة.

إنَّ معركةَ الخلايَا الجذعيَّةِ معَ السكريِّ معركةٌ تدورُ رحاهَا فِي أكثرِ من ألفِ معملٍ لأكثرِ من ثلاثِينَ عامًا، والمعاملُ تحاولُ أنْ تزرعَ خلايَا جذعيَّة تقومُ مقامَ خلايَا بيتَا المنتجةِ للإنسولِين؛ كَي تنقذَ ملايينَ الملايينِ مِن المصابِينَ بداءِ السكريِّ، سواءٌ النوع الأوَّل منهُ أو الثَّانِي.

وجاءت قبل أسبوع البشرى بنجاح جراح وباحث بزراعة خلايا جذعية أخذت من امرأة مصابة بالسكري من النوع الأول، حيث تمت إعادة برمجتها لتعطي وتنتج الإنسولين بعد ثلاثة أشهر من حقنها إياها وهي أول تجربة ذات نتائج ملموسة في إنتاج الإنسولين، والعالم ينتظر اليوم مدى إمكانية تكرارها على مئات المرضى، ومن ثم مراقبة العلاج بها لفترة للتأكد من خلو زراعتها من آثار جانبية، فإذا تمَّ ذلكَ فيعتبرُ ذلكَ أحدَ الفتوحاتِ البحثيَّةِ والعالميَّةِ فِي مجالِ الخلايَا الجذعيَّةِ، وأرجُو ألَّا يصحبَ ذلكَ ترويجٌ تجاريٌّ يستهدفُ الجيوبَ وجلبَ الأموالِ والدِّعاياتِ للعلاجِ مِن عدَّةِ عياداتٍ باسمِ استخدامِ الخلايَا الجذعيَّةِ.

إنَّ الخلايَا الجذعيَّة منجمٌ واعدٌ لعلاجِ معظمِ الأمراضِ خاصَّةً الأمراضَ المزمنةَ مثل السكريِّ أو المستعصيةِ مثل الزهايمر والباركنسون، لكنْ عبرَ الأبحاثِ البيولوجيَّة التأكيديَّة، فزراعةُ الخلايَا الجذعيَّةِ اليومَ تخدمُ البشريَّةَ فِي علاجِ أمراضِ سرطانِ الدَّمِ خاصَّةً عندَ الأطفالِ، وكذا علاج القرنيَّة، وبعضِ الأمراضِ المحدَّدةِ، ففيهَا وفِي أنواعهَا المتعدِّدةِ وطرقِ زراعتهَا المتنوعةِ ما يجعلُ -بإذنِ اللهِ- المستقبلَ زاخرًا لعلاجِهَا لبقيَّةِ الأمراضِ، لكنْ وفقَ خطواتٍ بحثيَّةٍ وعلميَّةٍ منضبطةٍ، وجاءتْ معظمُ النتائجِ التِي تستهدفُ علاجَ كثيرٍ مِن الأمراضِ باستخدامِ الخلايَا الجذعيَّةِ ايجابيَّةً نسبيًّا، وبعضهَا علَى نماذجِ الحيوانِ لكنَّها تحتاجُ إلى التطبيقِ الفعليِّ علَى البشرِ بعيدًا عَن المتاجرةِ باسمِهَا فلعلَّ فِي التجربةِ الأولَى الآنَ علَى المرأةِ مَا يجعلنَا نتفاءلُ قريبًا بتعميمِ استخدامِها فِي علاجِ السكريِّ بنوعيَه الأوَّلِ والثَّانِي.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store