Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. علي آل شرمة

(10) سنوات.. حافلة بالتنمية والإنجازات

A A
اكتست بلادنا خلال اليومين الماضيين حلة من الأفراح والبهجة، احتفالا بالذكرى العاشرة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- والتي تأتي وسط إنجازات غير مسبوقة تعيشها بلادنا، وهي تحقق النجاح تلو الآخر وتقطع خطوات واسعة في طريقها نحو المجد والرفعة، وتتبوأ أعلى المراتب في ظل قيادتها الرشيدة؛ التي تقرن الليل بالنهار وهي تبحث عن ترقية واقع شعبها، وضمان مستقبل أفضل للأجيال المقبلة.

ويقابل الشعب السعودي النبيل هذه الجهود المقدرة التي يبذلها ولاة أمره بالكثير من التقدير والامتنان، وهو ما يبدو واضحاً وجلياً في قوة التلاحم الوطني الذي تمتاز به المملكة، والذي أصبح سمة ملازمة لها، حيث يُعرف الشعب السعودي بأنه من أكثر شعوب العالم التفافاً حول قيادته وحباً لبلاده، كيف لا وهم يرون بأعينهم أن قيادتهم الحكيمة لا تدخر وسعاً في سبيل تحويل حياتهم للأفضل، ولا تتردد عن بذل الغالي والنفيس لأجل تحقيق هذه الغاية.

وينتظر السعوديون هذه المناسبة السعيدة بكثير من التشوق، حيث يستعيدون فيها تلك الذكرى الغالية، ويتخذونها فرصة لتجديد الانتماء لبلادهم التي اختصها الله سبحانه وتعالى؛ بأن جعلها حاضنة حرميه الشريفين، وأرض الرسالة الإسلامية، ومنبع النور الذي ملأ الدنيا وعمّ الكون. كما يجددون في هذه المناسبة الولاء والطاعة لقيادتهم الكريمة، ويتسابقون لإعلان انتمائهم لهذا الوطن؛ الذي لم يبخل عليهم في يوم من الأيام.

وقد حققت بلادنا خلال هذه السنوات العشر العديد من الإنجازات، التي نقلتها إلى مصاف الدول المتقدمة، وأصبحت ضمن أول 20 دولة حول العالم من ناحية قوة الاقتصاد العالمي، بل إن المملكة تفوقت على ذلك وتصدرت دول هذه المجموعة من ناحية جاذبية الاقتصاد للاستثمار الأجنبي، مما جعلها قبلة لكبريات الشركات العالمية؛ التي تتسابق للعمل في المملكة، للاستفادة من الأجواء المواتية التي تتوفر في السعودية، وعلى رأسها البنية التحتية المتطورة، والاستقرار السياسي والأمني، وارتفاع القدرة الشرائية، وغير ذلك من عناصر الجذب الاقتصادي.

كل هذه المكاسب تحققت على هدى رؤية المملكة 2030، التي كانت بمثابة الفأل الحسن على بلادنا، حيث احتوت على أهداف واقعية تم تحديدها بدقة متناهية حسب الأولوية. ولم تكن هذه الرؤية مجرد خطط اقتصادية، بل كانت خارطة طريق متكاملة تهدف لتحقيق تغيير إيجابي اجتماعياً وثقافياً وسياسياً وعلى كافة الأصعدة.

ورغم تحقيق العديد من المكاسب الاقتصادية والسياسية، إلا أن أبرز ما يُميِّز هذا العهد المبارك الذي نعيشه حالياً هو الحملة المتواصلة ضد أوكار الفساد المالي والإداري، لأنها تقضي على آفة لم تسلم منها دولة من الدول، ففي الوقت الحالي يتم تطهير كافة مرافق الدولة من العناصر التي كانت تستحل لنفسها الاستيلاء على المال العام لمصلحتها، وتستأثر بالمنافع دون بقية أفراد الشعب، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى وجود حالة من الإحباط وسط العامة، لأنه لا جدوى من أي جهود وإصلاحات، ما دامت هذه الفئة موجودة.

وتحظى هذه الجهود بتأييد شعبي واسع، لأنها لم تستثن أحداً، وطالت كل المرافق والقطاعات الحكومية، ونجحت خلال الفترة الماضية في تحقيق نتائج باهرة، واستطاعت استعادة أموال طائلة تمت إعادة ضخها في شرايين الاقتصاد من جديد، وهو ما أدى إلى تسريع عملية التنمية، وزيادة القوة الشرائية وإنعاش الأسواق.

ولأننا نعلم جميعاً حجم الاستهداف الذي تتعرض له المملكة من دوائر السوء، فإن الواجب يقتضي منَّا أن نبادر بالالتفاف حول بلادنا، ونصبح حائط الصد الأول ضد المؤامرات والمكائد، وأن نجعل حبنا لبلادنا تصرفات يومية في حياتنا، وأن يشعر كل منَّا بأنه المعني دون سواه بالحفاظ على مصالح بلاده، وذلك لتفويت الفرصة على المتربصين بأمننا واستقرارنا، الذين لا همّ لهم سوى بث الإشاعات المغرضة ومحاولة شق الصف الوطني، وهي محاولات يائسة وبائسة لن يكتب لها سوى الفشل الذريع.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store