سعدتُ مؤخَّرًا بإهدائِي عددًا مِن الكتبِ القيِّمةِ، التِي حملتْ مضامينَ ثريةً فِي العديدِ مِن المجالاتِ المعرفيَّةِ، ولعلَّي أستعرضُ هنَا أبرزَهَا:
* كانَ أوَّلُ الإهداءاتِ كتابًا حملَ عنوانًا مثيرًا هُو: «اعترافاتُ موظَّفٍ فاسدٍ»، للدكتورِ أيمن بدر كريِّم، طرحَ مِن خلالِهِ رؤيتَهُ حولَ مفهومِ الفسادِ الإداريِّ، واضطراباتِ المجتمعِ الوظيفيِّ ومشكلاتِهِ الإداريَّةِ وأزماتِهِ الأخلاقيَّةِ، مَعَ اقتراحاتٍ ضمنيَّةٍ لبعضِ الحلولِ المُستقاةِ مِن تجاربِ المؤلِّفِ؛ بهدفِ معالجةِ تلكَ الاضطراباتِ ومَا ينتجُ عنهَا مِن تدهورٍ عمليٍّ وتأخُّرٍ حضاريٍّ فِي البيئاتِ الإداريَّةِ للعديدِ مِن المؤسساتِ.
* كمَا أسعدَنِي الدكتورُ فيصل بن عبدالله حدَّاد؛ بإهدائِي عددًا من كتبِهِ المتألقةِ، كانَ أوَّلهَا كتابُ: «إدارة الجودةِ الشاملةِ: منهجٌ وفلسفةٌ إداريَّةٌ»، وقدْ تناولَ مِن خلالهِ مبادئَ إدارةِ الجودةِ الشاملةِ وأثرهَا في تطويرِ المنظماتِ، فِي ظلِّ تطوُّرِ مفهومِهَا وشموليتِهِ التِي تتسعُ لجميعِ عناصرِ الإدارةِ الحديثةِ، حيثُ أصبحَ مفتاحَ النجاحِ فِي أيِّ منظَّمةٍ، مرتبطًا بالقناعةِ بأنَّ جودةَ الخدمةِ تنبعُ مِن رضَا المستفيدِ والاستجابةِ لمتطلباتِهِ.
* وفِي السياقِ ذاتِهِ تناولَ الكتابُ الثَّانِي للمؤلِّفِ المعنونِ بـ»الجودةِ في التَّعليم»، عرضَ وتحليلَ الجودةِ الشاملةِ بكلِّ معانيهَا وفلسفتهَا وتطورهَا التاريخيِّ ومعاييرِها العالميَّة، وقدْ استعرضَ مفهومَ الجودةِ فِي التعليمِ المدرسيِّ، ونماذجَ مِن تطبيقِ الجودةِ الشاملةِ فِي التعليمِ العامِّ، معَ التركيزِ علَى مفهومِ الجودةِ فِي مؤسساتِ التعليمِ العالِي، مستعينًا بعددٍ مِن الدراساتِ والأبحاثِ التِي جعلتْ من كتابِهِ دليلًا إرشاديًّا للرَّاغبِينَ فِي الحصولِ علَى معرفةٍ جادَّةٍ حولَ معالمِ إدارةِ الجودةِ الشاملةِ وقواعدِهَا، خاصَّةً فِي مجالِ التعليمِ.
* أما الكتابُ الثَّالثُ الذِي حوتهُ منظومةُ إهداءاتِ المؤلَّفِ، فقدَ حملَ عنوانَ: «التعليم عَن بُعد: انطلاقةٌ جديدةٌ بعدَ COVID 19»، بعدَ أنْ أثبتَ هذَا النظامُ فعاليتهُ خلالَ الأزماتِ كجائحةِ كورونا، وقدْ شرحَ المؤلِّفُ فِي معرضِ تناولهِ لمفهومِ التعليمِ عَن بُعد، الأطرَ التطويريَّةَ والمعياريَّةَ لهُ، معَ إلقاءِ الضوءِ علَى تجاربِ التعليمِ عَن بُعد فِي المملكةِ.
* كمَا اتَّسعت آفاقُ الإهداءاتِ لتشملَ كتابًا مميَّزًا حملَ عنوانَ: «التَّنمية المهنيَّة أثناءَ الخدمةِ التعليميَّةِ»، للأستاذِ الدكتورِ عبدالحكيم موسى، تناولَ فيهِ أبرزَ مفاهيمَ وخطواتِ وأساليبَ تخطيطِ البرامجِ التدريبيَّةِ وتنفيذهَا، وتقويمِ آثارهَا علَى المتدربِينَ، معَ التأكيدِ علَى أهميَّةِ التنميةِ المهنيَّةِ للعاملِينَ فِي المؤسساتِ التربويَّةِ والتعليميَّةِ؛ فِي ظلِّ التحوُّلِ المعرفيِّ والتطوُّرِ التقنيِّ والتحوُّلاتِ الاجتماعيَّةِ والاقتصاديَّةِ والثقافيَّةِ في المجتمعاتِ المعاصرةِ، وانعكاسِ ذلكَ علَى السلوكِ الإنسانيِّ، ومَا يستدعيه مِن ضرورةِ تطويرِ المناهجِ لتصبحَ أكثرَ تأثيرًا.
* وكانَ مسكُ ختامِ منظومةِ الإصداراتِ المُهداةِ، كتابًا حملَ عنوانَ: «الأخلاق الفاضلة والسافلة» لمؤلِّفهِ الأستاذِ يعقوب محمد إسحاق، وقدْ مثَّل بجزءَيهِ موسوعةً للأخلاقِ ونقيضهَا، وتميَّز بعناوينِهِ اللافتةِ ومضامينِهِ السَّاميةِ التِي تحفِّزُ القارئَ إلَى التوقُّفِ مليًّا عندهَا.
ولَا يسعنِي أخيرًا إلَّا أنْ أشكرَ الأخوةَ المؤلِّفِينَ علَى إهداءاتِهِم القيِّمةِ، وأسألُ اللهَ أنْ ينفعَ بهذهِ الإصداراتِ قُرَّاءَهَا وكُتَّابهَا.