عندَ وضعِ الرؤيةِ الإستراتيجيَّةِ للوطنِ 2030 مِن قِبل القيادةِ -رعاهَا اللهُ- لمْ تغفلْ عَن المجالِ الرياضيِّ الذِي يُعدُّ إحدَى الركائزِ الحضاريَّةِ الهامَّةِ التِي تقومُ عليهَا الدُّولُ، فهِيَ تخدمُ شريحةً كُبْرَى مِن شرائحِ المجتمعِ، وهِي الشَّبابُ، فالرياضةُ بمختلفِ مناشطِهَا عندَ كلِّ البلدانِ تُعدُّ المرآةَ التِي تعكسُ الصورةَ الحضاريَّةَ للوطنِ والمواطنِ، التِي تنتمِي إليهِ بكلِّ مَا تحملهُ ممارساتُهَا مِن فنونٍ وأنظمةٍ وسلوكاتٍ كرويَّةٍ، فلمْ نعرف البرازيلَ والأرجنتينَ وكرواتيَا ودولًا كُثرًا إلَّا مِن خلالِ كرةِ القدمِ.
وقيادتُنَا -رعاهَا اللهُ- فطنتْ لهذَا الأمرِ، وقامتْ بتنفيذِ مشروعٍ عملاقٍ لتطويرِ وتهيئةِ المؤسسةِ الرياضيَّةِ لتحقيقِ هذَا المطلبِ، فجلبتْ لهُ أبرزَ لاعبِي العالمِ فِي كرةِ القدمِ، وأنشأتِ المشروعاتِ الرياضيَّةَ العملاقةَ، وسعتْ لاستجلابِ وتنظيمِ المناسباتِ الرياضيَّةِ القاريَّةِ والعالميَّةِ، لعلَّ أبرزَهَا بطولةُ كأسِ العالمِ عامَ 2034م، وكأسُ آسيَا عامَ 2027م، واستجلبتِ الكثيرَ مِن المناشطِ الرياضيَّةِ العالميَّةِ فِي مجالاتٍ مختلفةٍ مِن الرياضةِ، وقدَّمتْ لذلكَ ملياراتِ الريالاتِ؛ لتكونَ هذهِ المؤسَّسةُ قادرةً علَى الوفاءِ بمتطلَّباتِ هذَا المشروعِ الكبيرِ، فتنامَى وبرزَ حتَّى أصبحَ مُشاهَدًا ومُتابَعًا مِن قِبلِ الملايِين مِن شتَّى البقاعِ.
لكن للأسف الشديد أن هناك بعض الأيدي الخفية بدأت تعبث بعناصره تحت مظلة الميول والتعصب الأعمى، الذي يعد مهلكة النمو الحضاري في مختلف المجالات الحضارية، حيث كان لذلك الكثير من الأثر السلبي على الصورة المراد حدوثها من قبل القيادة، وبدأت الرسائل السلبية عند المشاهد والمتابع تبدو قاتمة ومكشوفة الاتجاه؛ ممَّا سيؤثِّرُ علَى الصورةِ المُبتغاةِ التِي تضمَّنتهَا أهدافُهُ مستقبلًا، والتِي تحوَّلتْ إلَى صورةٍ تبدُو معكوسةً وسلبيَّةً، ولَا تتوافقُ تمامًا معَ أهدافِ المشروعِ الكبيرِ الذِي وضعتهُ القيادةُ -رعاهَا اللهُ- لذَا لابُدَّ مِن العَجَلَةِ فِي إعادةِ النَّظرِ فِي بعضِ القائمِينَ علَى هذَا المشروعِ، وكشفِ السلبيَّاتِ التِي أصبحتْ معروفةً عندَ المُتابِعِ العاديِّ.. وأتمنَّى أنْ يتمَّ ذلكَ مِن خلالِ جهةٍ عُليَا محايدةٍ لغرضِ المزيدِ مِن المصداقيَّةِ.. واللهُ مِن وراءِ القَصدِ.