عائلةُ الشيخِ أحمد العليان فِي جدَّة مِن العوائلِ التِي سكنتْ مدينةَ جدَّة، منذُ زمنٍ بعيدٍ، وذلكَ فِي وسطِ جدَّة في البلدِ، حيثُ لهُم دارٌ هناكَ فِي المدينةِ التاريخيَّة، فهُم فِي العُرفِ السكنيِّ «جدادوة»، وعرفتُ عَن قُربٍ بعضًا من أبنائِهِ، وجاورتُ آخرِينَ، فوجدتُ أنَّهم يتَّسمُونَ بالأدبِ والتعاملِ الرَّاقِي؛ ممَّا يُنمي عَن حُسن التربيةِ، وكانَ لِي شرفُ الاحتكاكِ الأكثر بأحدِهِم وهُو الكابتنُ بدر أحمد العليان، بحُكم قربِ سكنِهِ منِّي، والأنشطةُ الاجتماعيَّةُ فِي مركزِ الحيِّ، وحبِّهِ للعملِ الخيريِّ، ومعَ أنَّ أوقاتِ عملِهِ الرسميِّ تأخذُ منهُ الوقتَ الكثيرَ فِي الطيرانِ والسَّفرِ، حيثُ يعملُ مدرِّبًا ومقيِّمًا للطَّيارِينَ، إلَّا أنَّه يحرصُ علَى أنْ يكونَ لهُ دورٌ فِي العملِ التطوعيِّ وجمعيَّاتِ القطاعِ غيرِ الربحيِّ فِي الجمعيَّاتِ الاجتماعيَّةِ والإنسانيَّةِ والخيريَّةِ لخدمةِ المجتمعِ، فهُو ممَّن كانَ لهُ بصماتهُ فِي المكتبِ التَّعاونيِّ للدَّعوةِ والإرشادِ وتوعيةِ الجالياتِ الخاصّ بالمسلمِينَ الجُددِ، حيثُ كانَ مديرًا للمكتبِ لفترةٍ طويلةٍ، واليومَ هُو عضوُ مجلسِ إدارةِ فِي جمعيَّةِ متلازمةِ النجاحِ التِي تُعنَى بأطفالِ متلازمةِ «داون» فيمَا بعد سِنِّ السادسة عشرة، كمَا أنَّ لهُ العديدَ مِن المشارَكاتِ فِي الأعمالِ الخيريَّةِ، والحُضُور فِي اللقاءاتِ والديوانيَّاتِ الاجتماعيَّة.
وبعض الناس يرزقهم الله بركة الوقت، فتتنامى عطاءاتهم. والكابتن بدر واحد منهم، يصل أحياناً للتو من رحلة عمل وطيران، فأجده يتصل بي ليحثني لحضور مناسبة من المناسبات، فهو بذا يدل على الخير، ويشجع عليه دائماً، كما أنه في وظيفته وعمله مشهود له كأحد أقدم الطيارين السعوديين، ورائد من رواده، بل عمل فترة في تدريب الطيارين الجدد، كما كان مديراً لأكاديمية الأمير سلطان لعلوم الطيران.
ولعل ما ذكرته عنه موجود عند غيره من الطيارين -أقصدُ كطيَّارٍ وكمشارِكٍ فِي العملِ التطوُّعيِّ- لكنَّ الذِي لفتَ نظرِي أكثر فِي سيرتِهِ العمليَّةِ والحياتيَّةِ، أدبهُ الرفيعُ وخلقهُ الذِي تميَّزَ بهِ فِي التعاملِ معَ مَن يعرفُ ومَن لَا يعرفُ، فتراهُ باسطَ الوجهِ، حاضرَ اللحظةِ، صادقَ الكلمةِ، لطيفَ التعاملِ، مهذَّبَ الحوارِ، مخلصًا فِي صداقتِهِ، ملتزمًا فِي مواعيدِهِ، مجتهدًا فِي أنشطتِهِ، لذلكَ أطلقتُ عليهِ كابتن الأدبِ والأخلاقِ والطَّيرانِ.