#ناصيةٌ:
أقرأُ فِي الأدبِ العربيِّ لأكثرِ مِن أربعِينَ سنةً، ومعظمُ الأشعارِ التِي أحفظُهَا تشيرُ إلَى الرِّثاءِ، والبكاءِ، والخوفِ، والحُزنِ، والشَّرِّ، والشَّقاءِ، ولذلكَ يقولُ نِزارٌ:
مَالَ العُرُوبةِ تَبدُو مِثلَ أَرْمَلةٍ
أَوَلَيسَ فِي كُتبِ التَّاريخِ أَفْرَاحُ
وفِي الجانبِ الآخرِ قلتُ:
وأغلبُ الشِّعرِ حُزْنٌ أوْ مُنَاكَفَةٌ
فِيهَا الرَّثاءُ وفِيهَا اليَّأسُ فِي العَمَلِ..!
والشِّعرُ أكثرُهُ ذَمٌّ وَسُخرِيَةٌ
أوْ مُحبطٌ خادعٌ كالسُّمِّ فِي العَسَلِ.ِ!
إِنِّي هُنَا سَائلٌ أَرْجُو إِجَابتَكُم
فِي الشِّعْرِ.. أَينَ بُيوتُ السَّعدِ والأَمَلِ؟!
إنَّ معظمَ الشِّعرِ العَرَبيِّ يفعلُ مَا تفعلُهُ الخَمرةُ، حيثُ تروِي همومَ الإنسانِ وتسقيهَا.. ولكنَّهَا لَا تعالجُهَا، إنَّها تقولُ لهُ: «إنَّ مَا أَصابَكَ اليومَ قدْ أصابَ النَّاسَ بِالأمسِ».! لذلكَ؛ كُنْ كَمَا أنتَ، إنَّ الشِّعرَ العربيَّ يشبهُ نظريَّةَ الخنساءِ عندمَا قالتْ فِي رثاءِ أخيهَا صخرٍ:
وَلولَا كَثَرةُ البَاكِينَ حَولِي
عَلَى إِخْوانِهِم لقَتَلتُ نَفْسِي.!
نعمْ.. معظمُ الشِّعرِ العربيِّ كالخمرِ، تروِي الهمومَ وتغرقهَا، وقدْ أكَّدَ ذلكَ الشَّاعرُ الحسنُ بن هاني «أبو نواس» حِينَ وصفَهَا بأنَّهَا طاردةٌ للهمومِ فقطْ حيثُ يقولُ:
إِذَا خَطَرَتْ فِيكَ الهُمُومُ فَدَاوِهَا
بِكَأسِكَ حَتَّى لَا تَكونَ هُمُومُ
أَدِرْهَا وَخُذْهَا «قَهوَةً» بابِلِيَّةً
لَهَا بَينَ بُصرَى وَالعِراقِ كُرُومُ
أمَّا أبُو محجنِ الثَّقفيُّ فيقولُ:
إِذَا متُّ فَادْفِنِّي إِلَى جَنبِ كَرمَةٍ
تَروِي عِظَامِي بعدَ مَوتِي عُرُوقُهَا
إنَّ كُتبَ الأدبِ عامرةٌ بالحُزنِ والشَّقاءِ والدَّمعِ والبكاءِ، أمَّا الأبياتُ التِي تدلُّ علَى الحُبِّ والطُّموحِ والحَماسِ والتَّحفيزِ والتَّشجيعِ فَهِي قليلةٌ؛ لذلكَ كتبتُ ألفَ بيتٍ تدورُ حولَ التَّفاؤلِ والإيجابيَّةِ والعَطَاءِ والتَّحفيزِ والتَّدفُّقِ والرُّؤيةِ والأَملِ والتَّشجيعِ والبحثِ عَن الفوزِ والانتصارِ.
وَمَازلتُ حائرًا فِي تسميةِ هذهِ المجموعةِ الشِّعريَّةِ، وماذَا أُطلقُ عليهَا؟!
ومِن الغريبِ أَنَّنِي كنتُ أتصفَّحُ سِيرةَ الكَاتبِ وبطلِ رفعِ الأثقالِ البولنديِّ المهاجرِ إلَى أمريكَا «جيرزي جري جوريك»، حيثُ يقولُ إِنَّ لديهِ دفترًا صغيرًا، جمعَ فيهِ كلَّ الأشعارِ المحفِّزةِ وسمَّاهُ: «مِئتَا قصيدةٍ مضادَّةٍ للاكتئابِ».!
ويقولُ إِنَّه: (كلَّمَا شَعَرَ بِالإنهاكِ أوْ بِالإحباطِ ذهبَ إلَى الغرفةِ وقرأَ قصيدةً، أو قصيدَتَينِ، وبعدَ القراءةِ يتحسَّنُ شعورُهُ ويعودُ إلَى ساحةِ الحُبِّ والطُّموحِ والحَماسةِ والأملِ).
وأنَا هُنَا جمعتُ هذهِ الأشعارَ وأستشيرُكُم وأتمنَّى أنْ تختارُوا لِي العنوانَ المناسبَ مِن هذهِ الأرقامِ التَّاليةِ:
١- أشعارٌ مضادَّةٌ للاكتئابِ والانكسارِ.
٢- هذهِ الأشعارُ ضد الاكتئابِ والانكسارِ.
٣- هذهِ الأشعارُ مقاومةٌ للاكتئابِ والانكسارِ.
٤- أشعارٌ تنشرُ السَّعادةَ والتَّحفيزَ والانتصارَ.
٥- أشعارٌ للفرحِ والانتصارِ.
٦- ماذَا تقترحُونَ مِن عناوِينَ أُخْرَى؟!
#قالَهُ_العرفجُ