وأنا أسبحُ في جهازي العتيق، الذي لم أعدْ أجدُ ملاذًا في غيره، إلَّا بعض التواليف التي أجدُ نفسي فيها، ومن بين ما وجدتُ هذه الرسالة، التي عثرتُ عليها، وأنا أتذكَّرُ تمامًا أدقَّ تفاصيلها وجلَّهُ، كما أتذكَّرُ عظيم أثرها في نفسي؛ فكلُّ اسم ورد فيها يقع في قلبي موقع الصِّنو والنَّظير؛ محبَّةً، وتقديرًا وإجلالًا، وأمامكم حروفها كما هي، مع عجز لا يفي بوصفها أثرًا ودلالةً:
«أسعدنِي وشرَّفني -الأسبوع الفارط- معالي الأستاذ الدكتور محمد العقلا مدير الجامعة الإسلاميَّة -سابقًا- بحضوره ساعة احتفائي بنخبة من أساتذتي بجامعة الملك عبدالعزيز؛ سعيًا منِّي للإقرار بالعرفان والجميل، وتقديرًا لمعاني الودِّ والجلال، واستخلاصًا لوجدات الشُّعور والإحساس لمن تتلمذتُ على أيديهم أبجديَّات البحث العلميِّ ومناهجه، بعد أنْ أخلصوا للعلم، وارتهنوا إليه برؤاهم الفكريَّة والنقديَّة، وقدَّموا لكلِّ طالب خلاصة تجاربهم العلميَّة والبحثيَّة، فكانُوا بحقٍّ نعم العلماء والأساتذة، ونعم الإخوة والصُّحبة... ويأتي في مقدِّمتهم الأستاذ الدكتور عبدالرحمن الوهابي، والأستاذ الدكتور حسن النَّعمي، والأستاذ الدكتور مراد مبروك، والأستاذ الدكتور جميل مغربي، والأستاذ الدكتور محمد خضر عريف، والشُّكر موصول لكلِّ مَن علَّمني حرفًا، وبعث فِيَّ نشوة العلم والبحث.
كما أسعدَنِي -أيَّما سعادةٍ- حضورُ ثلُّةٍ من خُلَّص الأصدقاءِ والزُّملاء ممَّن كان لهم أكبر الأثر في حياتي العلميَّة والإعلاميَّة بوافر وقتهم وجهدهم، وكريم عطائهم وبذلهم، ويأتي في مقدِّمتهم الكاتب الأستاذ صالح خميس الزهراني، والدكتور حمدان الغامدي الإعلامي المعروف، مدير إدارة الإعلام في رابطة العالم الإسلامي، والأستاذ محمد ثفيد المدير العام لمؤسسة المدينة للصحافة، والأستاذ محمد حسني محجوب، والأستاذ محمد علي الزهراني نائبا رئيس التَّحرير، والأستاذ محمد أعلاو رئيس قسم التَّصحيح، والشَّاعر المبدع والمحرِّر بملحق الأربعاء الأستاذ الطَّيب برير، والأستاذ علي فضل المخرج والفنَّان المتألِّق، والأستاذ بندر بخاري المخرج المتميِّز، والأستاذ محمد الشَّيخ، والأستاذ محمد مصلح صاحبا النَّظرات الثَّاقبة في إجازة المقالات.
لقد كانوا -دون استثناء- بحقٍّ نعم الأساتذة والصُّحبة والزَّمالة، وأصحاب فضل ومكرمة، وصنو الأثرة والبذل والعطاء».