مازالَ استشرافُ وتأثيرُ بعضِ المشاهيرِ سلبًا علَى المجتمعِ وعلَى الجيلِ، مِن خلالِ مَا يتمُّ تداولهُ، وكلُّ ذلكَ لتحقيقِ العائدِ الربحيِّ الماديِّ.
فنجدُ بعضَ هؤلاءِ ليسَ لهُم أدوارٌ مجتمعيَّةٌ، أو تسليطُ الأضواءِ والتَّرويجُ للسِّياحةِ الداخليَّةِ، فقدْ انساقُوا خلفَ الشركاتِ التجاريَّةِ وتطبيقاتِ التواصلِ الاجتماعيِّ، بعدَ أنْ أغرتهُم وأغرقتهُم بالأموالِ حتَّى أصبحَ تأثيرهُم يمتدُّ إلَى فكرِ أجيالِ الوطنِ القادمةِ، والتِي يُعوَّلُ عليهَا الكثيرُ لخدمةِ الوطنِ في المستقبلِ، وغيَّرت أفكارهُم ونهجهُم وطريقةَ تفكيرِهِم، ونسفتْ طموحاتِهِم وأصبحَ الجيلُ يسيرُ علَى نهجهِم ولمْ يقتصرْ الأمرُ علَى ذلكَ بلْ امتدَّ ذلكَ التأثيرُ إلَى مَن هُم فِي وظائفَ فتركُوا أعمالَهُم بحثًا عَن الشُّهرةِ والتِي هِي تأتِي بالمالِ، مِن خلالِ نشرِ مَا هُو خارجٌ عَن المألوفِ أو يتعارضُ معَ القيمِ والمبادئِ، والتِي هِي فِي داخلهِ غيرُ مقتنعٍ بهَا لكنْ فِي سبيلِ الوصولِ للكسبِ الماديِّ بأسرعِ طريقةٍ، والحقيقةُ الغائبةُ والتِي لَا يشعرُ بهَا المشاهدُ وهِي أنَّ بعضَ المشاهيرِ أنفسهُم وغالبيتهُم يعيشُونَ حياةً ليستْ حياتهُم الحقيقيَّة وأصبحُوا يعانُونَ أمراضًا نفسيَّةً مصاحِبةً للقلقِ والتوترِ والأرقِ.
أيُّهَا الشَّابُّ الطَّموحُ، والشَّابَّةُ الطَّموحةُ كُونْا حذرَينِ مِن جعلِ البعضِ منهُم قدوةً لكُمَا، واعلمَا أنَّ الوطنَ يعوِّلُ عليكما الكثيرَ، فاجعلَا لكُمَا مناعةً وحصانةً مِن هؤلاءِ، وكونَا سهمًا فِي تحقيقِ عجلةِ التنميةِ للوطنِ، وكونَا محافظَينِ علَى مبادئكمَا وسمو أخلاقكمَا، وقيمكمَا الإسلاميَّة، فوطنكما بحاجةٍ إليكمَا.
واعلمَا يقينًا أنَّ محبَّةَ الشهرةِ هِي مِن الأمراضِ الخفيَّةِ فِي النُّفوسِ، ومهلكاتِ القلبِ التِي لَا يكادُ يتفطَّنَ إليهَا مَن يمشِي خلفَها وبحثًا عنهَا إلَّا بعدَ أنْ تمضِي بهِ شوطًا بعيدًا، يشقُّ عليهِ استدراكهُ.