تأتِي مبادرةُ هيئةِ الأدبِ، والنشرِ، والترجمةِ باستحداثِ نقلةِ الشريكِ الأدبيِّ مِن المبادراتِ، التِي صنعتْ فارقًا فِي حِراكِ السَّاحةِ الأدبيَّةِ، بلْ برزتْ فِي ناصيةِ التفاعلِ، والتأثيرِ، بمَا يؤكِّدُ علَى أنَّها مبادرةٌ ناجحةٌ، وخطوةٌ مهمَّةٌ، أجادتْ الهيئةُ فِي أخذِهَا، والمضيِّ بهَا نحوَ تحقيقِ أهدافِ استحداثِهَا، حيثُ تسجِّلُ تلكَ (المقاهِي) حضورًا، وتفاعلًا كمَا لمْ يكنْ مِن قَبل.
وقدْ أسهمَ فِي ذلكَ عدمُ التكلُّفِ، والتلقائيَّة، والبَسَاطة، مِن خلالِ مَا يقدمُ فيهَا مِن لقاءاتٍ أدبيَّةٍ، وهُو مَا أسهَمَ فِي نجاحِ هذهِ الفكرةِ، وتزايدَ روَّادُ تلكَ المقاهِي، ممَّا انعكسَ علَى الإقبالِ الجماهيريِّ عليهَا، وهُو نهجٌ يتَّفقُ والصبغةَ الأدبيَّةَ، التِي أجدُ أنَّ فِي تقديمِهَا بصبغةٍ جامدةٍ يُفقدهَا الكثيرَ مِن مساحةِ القبولِ، والإقبال لدَى المتلقِّي، يبرهنُ علَى ذلكَ مؤشرُ الإقبالِ قبل، وبعد نقلةِ الشريكِ الأدبيِّ.
وهُو مَا يعنِي أنَّه كلَّمَا كانَ الوصولُ إلى فعاليَّاتِ الساحةِ الأدبيَّةِ فِي متناولِ الجميعِ بعيدًا عَن (بروتوكولاتِ) الدعوةِ، والتنظيمِ، كانَ وصولهَا إلى أطيافِ المجتمعِ أسرعَ، وأسهلَ، فِي وقتٍ تمثِّلُ تلكَ المقاهِي فرصةً لإبرازِ مواهبَ أدبيَّةٍ وجدتْ فِي مبادرةِ (الشريكِ الأدبيِّ) مبتغاهَا سواءٌ فِي تقديمِ مَا لديهَا، أو صقلِ تجربتِهَا مِن خلالِ التفاعلِ معَ مَا يُقدَّم علَى منصَّاتِهَا.
إلَّا أنَّ مَا يمثِّلُ غصَّةً فِي حلقِ مَا ذُكرَ بعاليهِ مِن سموٍّ، هُو أنْ يحملَ (الشريكُ الأدبيُّ) اسمًا أجنبيًّا كُتبَ بحروفٍ عربيَّةٍ، وهَذَا لَا يتناسبُ وكونهُ (شريكًا أدبيًّا)، حيثُ إنَّ فِي إدخالِ اللغةِ علَى اللغةِ مأخذًا كبيرًا، وغيرَ مستساغٍ، بلْ هُو عاملُ ضعفٍ فِي البنيةِ اللغويَّةِ، كمَا هُو قولُ القائمِينَ علَى علومِ اللغةِ، والعارفِينَ بِهَا، وأشنعُ مِن ذلكَ لغويًّا أنْ يكتبَ لفظُ لغةٍ بحروفِ لغةٍ أُخْرَى.
وفِي هذَا فإنَّ فِي مواكبةِ اسمِ الشريكِ الأدبيِّ لمَا يقدَّم علَى منصَّتهِ مِن محتوى بلسانٍ، ونتاجٍ عربيٍّ مَا يمثِّلُ إضافةً كمَا هِي المسمَّياتُ العربيَّةُ لبعضٍ منهَا، فِي وقتٍ لَا شكَّ فِي أنَّ المسمَّياتِ الأجنبيَّةِ، وإنْ اعتقدَ أنَّها تضيفُ لهَا، فإنَّ الواقعَ يؤكِّدُ علَى أنَّ ذلكَ يأخذُ منهَا، أقولُ ذلكَ كونُ الشريكِ الأدبيِّ يمثِّلُ اليومَ رافدَ نجاحٍ للأنديةِ، والحِراكِ الثقافيِّ، والأدبيِّ، وجديرٌ بِهِ أنْ كمَا يحمل رسالةً تليقُ بهِ، أنْ يحملَ اسمًا، ورسمًا يليقُ بتلكَ الرسالةِ.. وعِلمِي وسَلامتكُم.