تزخر المدينة المنورة بالمزارع وخاصة داخل النطاق العمراني وحول المناطق السكنية القريبة من مسجد قباء والمسجد النبوي.. ولا تفصلها مسافة كبيرة عنهما من زاوية المشي، أو زاوية استخدام السيارات.. والمزارع لا تزال عاملة ومنتجة ولله الحمد، بل ولجأ مُلَّاك بعضها إلى تأجيرها كمقاهي، تزخر بزوارها في الليل من الأسر والأفراد.. وتظهر مواقعها من الشارع أو على الخرائط.
وأعتقد لو اهتمت وزارة السياحة وأمانة المدينة المنورة بالسماح لهم ببناء فنادق صغيرة ٢٠- ٣٠ غرفة، دورين أو ثلاثة أدوار، خاصة أن معظمها مساحته كبيرة، مع الحفاظ على الغطاء النباتي، سيكون لها أثر إيجابي على السياحة المحلية، وعلى زوار المدينة المنورة.. حيث ستثري التجربة للزوار بالاستمتاع بما هو موجود في المزارع، وإعادة ذكريات كانت عادة لأهل المدينة والزوار.. ويا حبذا لو تم تفعيل هذا الاتجاه وحث أصحاب المزارع على هذا التوجه، فالمبنى المراد إيجاده لن يشغل مساحة كبيرة من المزرعة، ولن يتجاوز ٣٠٠ متر في دوره الأرضي.
ولاشك أن عدد المزارع في المدينة المنورة كبير، وهناك حاجة كبيرة لأن يتم الحفاظ عليها واستغلالها بما تحتويه من مكتسبات زراعية، واستمرارها فيه، مع إتاحة الفرصة للملاك في تحقيق دخل إضافي لهم من خلال إيجاد نشاط إضافي يحقق لهم الدخل، وفي نفس الوقت يثري التجربة السياحية، وينوع الأنشطة المتاحة للزائر والراغب في قضاء وقت في مزرعة بجوار الخضرة فيها.
ربما تكون هناك مبادرة لتشجيع هذا التوجه بتوفير الأمانة لشكل وحجم المبنى وخرائطه ورخصته، وتساعد السياحة في تمويل أول عشرة مزارع للقيام ببناء وتجهيز الفندق مع السداد على مدى متوسط أو طويل لا يتعدى العشر سنوات، حتى يتم دفع عجلة التنمية، ولا أعتقد أن التمويل سيتجاوز المليوني ريال، وربما إذا أرادت الوزارة للمشروع (المبادرة) أن يتوسع تقوم بتمويل عشرين مزرعة، حتى يدرك المستثمرون فائدة وأهمية قيام مثل هذا النوع من المشاريع السياحية، التي ستؤثر إيجاباً على عجلة التنمية الاقتصادية وتوسعها في بلادنا.
هذا مجرد اقتراح من زيارتي لمزرعة قرب مسجد قباء، وفيها مساحات كبيرة يمكن أن تُستَغل بصورة أفضل، وتُحقِّق عوائد وتنمية أكبر للمدينة المنورة، على ساكنها أزكى صلاة وسلام.