إخفاء الذات والمعرفة أو كتمان الذات؛ هو حالة نفسية تُعرَّف بأنها ميل شعوري فعَّال لإخفاء معلومات عن الآخرين، ويُصنَّف كتمان المعلومات الشخصية مثل الأفكار، أو الأحاسيس، أو النشاطات، أو الأحداث، ضمن مفهوم التكافؤ على أنه سلبي.
إن التوتر والتوعك لا ينجمان فقط عن قلة الإفصاح عن الذات، بل أيضًا نتيجةً للتجنب المُتعمد لما هو معروف من قبل الطرف الآخر، وعدم الرغبة في الكشف عن المعلومات الشخصية إلى أي من الظروف أو الفروق الفردية. وُضع مفهوم إخفاء الذات ومعيار القياس ومعيار إخفاء الذات، للسماح بتقييم الفروق الفردية وتكوين فكرة عنها في هذا البعد الشخصي، ويسهم إخفاء الذات بصورة جليّة واستثنائية في التنبؤ بالقلق والاكتئاب والأعراض الجسدية، وبينت الدراسات والأبحاث اللاحقة آثار إخفاء الذات والمعلومات على الرفاه الذاتي والمجاراة، ووجدت أن الإكثار من عملية الإخفاء مرتبطة بالضيق النفسي والأعراض الجسدية والفكرية، والقلق، والاكتئاب، والخجل، وتقدير الذات السلبي، والشعور بالوحدة، وسمة من سمات القلق الاجتماعي. إن الأفراد الذين يعانون من مشاعر الدونية المتزايدة لديهم نزعة أعلى نحو إخفاء الذات والمعلومات عن الآخرين، ما يؤدي بدوره إلى زيادة الشعور بالوحدة وغياب السعادة.
تشتمل النماذج النظرية -التي تسعى إلى شرح النتيجة المتلائمة مع الآثار الصحية السلبية لإخفاء الذات والمعلومات- على العمل الفيزيولوجي الذي ينجم عن الكبت السلوكي المرافق لعملية إخفاء الذات، وينظر إلى كتمان الأفكار المرتبط بإخفاء الذات عن طريق السخرية، وينتهي به الحال نحو الأفكار الفضولية والانهماك الكبير بالمعلومات الشخصية المحزنة، ما يؤدي في النهاية إلى الحرمان من الرفاهية، ويلاحظ من يحاول إخفاء ذاته كبح السلوكيات والتوصل إلى قرارات يجب أن تكون سببًا وجيهًا لتلك السلوكيات، ما يؤدي إلى صفات ذاتية سلبية مرتبطة بخصائص الشخصية، والخلاصة أن العنصر الوراثي الذي يتشاركه من يلجؤون إلى إخفاء الذات والمعلومات بكثرة قد يجعلهم أكثر عرضة لإخفاء الذات وأكثر عرضة للمشاكل الجسدية والنفسية، ويتراءى للعلماء والباحثين أن إخفاء الذات هو حالة تحفيزية شبيهة بالسمات المعقدة، حيث تنشط مستويات عالية من دوافع إخفاء الذات والمعلومات لمجموعة من السلوكيات محددة الأهداف.
معيار إخفاء الذات مثل أن يكون لديّ سر أو معلومات مهمة؛ لن أشاركها مع أحد، وهناك الكثير من الأمور التي أبقيها لنفسي، وعشت في عذاب حقيقي بسبب بعض أسراري، وعندما يحدث لي شيء سيئ، أميل إلى الاحتفاظ به لنفسي، وأسراري محرجة للغاية، ومعلوماتي هي حق شخصي، لذا لا أشاركها مع الآخرين.
ليس الجميع ينطبق عليهم إخفاء المعرفة أو تبادلها مع الآخرين، وخصوصاً في بيئات العمل، حيث إن من يتبنى ثقافة نقل المعرفة هم من الأشخاص والقادة الذين يبحثون عن المضي للمستقبل والتقدم والنمو في أعمالهم، وليس من القوة حجب المعلومات التي تخص العمل عن فريق العمل الذي يقود إلى النجاح الجماعي، ويكون له دور فاعل فيه، تشعرهم بأهميتهم وحيويتهم، وبالأمان الوظيفي الذي يُحسِّن بيئة الأعمال ويُطوّرها.