كشف لنا الإعلام الحديث الشيء الكثير عن بعض الشخصيات او المشاهير في الإعلام، هناك سلبيات لم تظهر سابقًا قد تكشفها قنوات التواصل الحديثة التي لا تبقي ولا تذر وحتى لو تصنّع الشخص المثالية قد يصعد البعض إلى أعلى درجات مجد الشهرة ويضع له مكانة فيها وهناك من يتمنى له المزيد من الرقي والنجاح وآخرون يغارون منه ويحسدونه وهؤلاء هم أعداء النجاح وهم كثر وذلك في أي مجال من المجالات.
ولكن هؤلاء المتألقين قد تصدر عن بعضهم تصرفات غريبة وعجيبة يظهر ذلك من سلوكهم الذي ينم عن خفة عقل واحتقار غيرهم والتقليل منهم وتنتشر تلك السلوكيات عبر منصات الإعلام الحديثة.
هنا يتضح للعقلاء ان هناك سلبيات خفية وتجاوزات من هؤلاء المتميزين لا يقبلها عقل الإنسان السوي وهنا التساؤل: هل وصل هؤلاء الى مكانة تجيز لهم الانخراط في تلك السلبيات دون غيرهم؟ ام إنه كِبر وغطرسة حيث وضع نفسه في مكانة لا يمكن التنازل لأحد حتى وإن أرتكب خطأ فادحا وحتى كبار الفلاسفة لم يكونوا معصومين من الخطأ. بل أنهم ارتكبوا أخطاء فادحة خصوصا في المجال السياسي.. وأفلاطون أب الفلسفة ومعلم الفلاسفة كان أولهم.. فبعد اعدام سقراط الذي كان «كارثة» بالنسبة له، طاف أفلاطون في العديد من المدن الاغريقيّة، وزار جنوب إيطاليا ليرتبط بعلاقة وثيقة مع ديون، صهر الملك ديونسيوس الكبير غير أن هذا الملك الطاغية سرعان ما طرده متهما إياه بالمشاركة مع ديون في التآمر ضده وبعد وفاة ديونسيوس الكبير اعتلى ابنه الصغير العرش فعاد افلاطون ثانية الى جنوب ايطاليا بطلب من صديقه ديون ساعيا الى توجيه الحاكم الجديد نحو «فعل الخير»، غير أنه فشل مرة أخرى فعاد الى أثينا مُوجع القلب مع ذلك سافر للمرة الثالثة الى جنوب ايطاليا محاولا اصلاح ذات البين بين صديقه ديون وديونسيوس الصغير غير أنه وجد البلاد غارقة في حرب أهلية مُدمّرة أجبرته على العودة الى أثينا ليتذوق مرة أخرى مرارة الفشل والخيبة.
هكذا يحصل للمشاهير والفلاسفة الذين وضعوا انفسهم في مكانة لا يرون ان احدا يستطيع الرد عليهم وما أفلاطون الا نموذج وغيره الكثير من الفلاسفة والمشهورين وصلوا الى مرحلة فقط أنا الذي على صواب.. إنها غطرسة مدمّرة!!