لا شكَّ أنَّ التحوُّلَ الذِي شهدهُ العالمُ منذُ 2019 غيَّرَ ملامحَ الحياةِ، وطوَّرهَا علميًّا وتقنيًّا واقتصاديًّا وسياسيًّا، وعلى جميعِ الأصعدةِ بصورةٍ لم يكنْ لأحدٍ أنْ يتخيَّلهَا قبلَ أزمةِ كورونَا، والتِي أحدثتْ تسارعًا رهيبًا في عجلةِ الحياةِ.
هذَا التَّسارعُ أجبرَ الجميعَ علَى مواكبةِ هذَا التطوُّرِ لاستيعابِ الوجهِ الآخرِ لهذَا العالمِ، ولم يكنْ ليحدثَ ذلكَ لولَا وجودُ فكرٍ استوعبَ هذَا التحوُّلَ فكانَ كمَا نراهُ اليومَ يسابقُ الزَّمنَ فِي كلِّ مَا هُو جديد.
تكمنُ المشكلةُ الحقيقيَّةُ معَ هذَا التحوُّلِ فِي فشلِ البعضِ فِي تجاوزِ المرحلةِ السابقةِ -مَا قبلَ الجائحةِ- فِي إدارةِ العملِ بشكلٍ عامٍّ بالاتِّكاءِ علَى خبراتِ وأساليبَ تقليديَّةٍ سابقةٍ عفَا عليهَا الزَّمنُ، وتسويقِ أعذارٍ واهيةٍ، بينمَا الحقيقةُ تكمنُ فِي عجزِها عَن استيعابِ الثورةِ العلميَّةِ والتقنيةِ التِي أجبرتِ العالمَ للانطلاقِ معهَا لخلقِ عالمٍ جديدٍ.
لا يمكنُ أنْ نربطَ النجاحَ بوجودِ بيئةِ عملٍ مناسبةٍ، أو توفُّرِ أدواتٍ فقطْ بقدرِ حاجتِنَا لوجودِ فكرٍ مرنٍ لديهِ الشجاعةُ والطموحُ لتحقيقِ النجاحِ وقادرٌ علَى تخطِّي التحدِّيات بخلقِ البيئةِ الآمنةِ وتوفيرِ الأدواتِ المساندةِ.
نعمْ نتحدَّثُ اليومَ فِي 2024، والغريبُ أنَّ هناكَ مَن يعيشُ علَى أطلالِ مَا قبل 2019 فِي التفكيرِ وإدارةِ العملِ، لذَا مَن أغلقَ نوافذَ عقلهِ لمْ يستطعْ استيعابَ المرحلةِ الجديدةِ، وحصرَ خبراتِهِ فِي الأساليبِ التقليديَّةِ، واستسلمَ للرتابةِ، وتوقَّفَ عندَ مرحلةٍ معيَّنةٍ، عندَ تصديرِ أوراقِ، وتأخُّر موظَّفٍ، وغيابِ آخرَ فقطْ، بعيدًا عَن الإبداعِ وزيادةِ الإنتاجيَّةِ، متجاهلًا أبعادَ التطوُّرِ الذِي نعيشهُ، والذِي هُو بأمسِّ الحاجةِ إلى تجديدِ الفكرِ برؤيةٍ أعمقَ وأكثرَ حداثةً وأكبرَ طموحًا..
هناكَ العديدُ من التجاربِ التي فشلتْ وتوقَّفتْ بهَا ساعةُ الزَّمنِ، وأضاعتِ البوصلةَ، وفِي المقابلِ مِن حولنَا الكثيرُ مِن صورِ النجاحِ التِي تحفِّزكَ لعملٍ أكثرَ وتفتحُ أمامكَ آفاقًا أوسعَ.
الفكرُ هُو الذِي يصنعُ النَّجاحَ، وهُو الذِي يضعُ القواعدَ ويحرِّكهَا حسبَ طموحاتِهِ وأهدافِهِ.