* من حُسن حظِّي أنْ يكون لي شرف اللقاء لأكثر من مرَّة، بصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة، وهي لقاءات؛ مفعمة بروح العمل والمبادرة، وممهورة بالشَّغف بالإنجاز، ومطبوعة ببذل الجهد والوقت في سبيل الارتقاء بالخدمات المقدَّمة لمنطقة الباحة.
* في ظرف الأسبوع الماضي، أصبح مشروع «مدينة جبل النور الطبيَّة»، هو حديث سكَّان المنطقة، بل حديث الوطن برمَّته؛ حينما وقَّعت شركة «فيرتوس هيلث بارتنرز» المتخصِّصة في الرعاية الصحيَّة، مذكرة تفاهم مع وزارات الاستثمار والصحَّة والتَّعليم، لتطوير هذه المدينة، بعد حصولها على رخصة استثمار لمتابعة العمل في المشروع.
* وممَّا نشرته أغلب الصحف على لسان نايف الحجرف رئيس مجلس إدارة الشركة؛ إفادته بأنَّ «جبل النور الطبيَّة» تُعدُّ إحدى أهم المدن الطبيَّة على مستوى الشَّرق الأوسط والعالم، ليس من حيث تكامل مرافقها وبرامجها فقط، بل ومن خلال الشَّراكات الإستراتيجيَّة التي تسهم وستعمل على ترجمة مذكرة التفاهم التي أعلن عنها إلى أرض الواقع؛ لتشكِّل المدينة قيمة مضافة في قطاع الرعاية الصحيَّة في السعوديَّة.
* وممَّا يثلج الصدر، أنَّ هذه المدينة، تضم مرافق طبيَّة متطوِّرة، ومستدامة، وصديقة للبيئة؛ فضلًا عن جامعة طبيَّة، ومركز للأبحاث الطبيَّة، ومستشفى متطوِّر على مستوى عالمي.
* وعلى هذا سيصبح المشروع حال اكتماله -بمشيئة الله-، علامةً فارقةً ليس على مستوى منطقة الباحة؛ ولكن على مستوى خارطة الوطن، باعتبار ما يحتضنه من جوانب طبيَّة، وتعليميَّة، وبحثيَّة، يتعاضد مع ما نشهده من خُطى تنموية متسارعة، ودعم مستمر من حكومتنا الرشيدة.
* ولعلِّي لا أجانبُ الصوابَ إذا قلتُ: إنَّ الهاجس الأكبر لأمير منطقة الباحة على المدى المنظور، يكمن في ثلاثة منطلقات، بالسَّعي نحو العمل على تحقيقها، وبلورتها على أرض الواقع؛ يأتي مشروع «جبل النور» في مقدِّمة ما يجب العمل عليه، حتَّى اكتمال عقده، واستواء بنيانه، بالتَّزامن مع ما سبق أنْ بدأ به؛ وهو أنْ تكون منطقة الباحة جهةً، ووجهةً سياحيَّةً؛ نظير ما تمتلكه من مرتكزات تؤهلها أشد ما يكون والارتكاز والتأهيل، فضلًا عن بناء منظومة زراعيَّة، تقوم على كنز مطوَّر يحتوي مقوِّمات جوهريَّة؛ أرضًا، ومناخًا.
* إنَّ جملة تلك المنطلقات -مع ما فيها من تحدِّيات-، جديرة أنْ تكون -فيما ألمسُهُ- أقمنَ بالعناية والرِّعاية، وأجدرَ بالسَّعي نحو تحقيقها وإنجازها، وهذا هو الجوهر الذي يطمح إليه أمير منطقة الباحة، كما أنَّه الغنيمة الكُبْرَى، ليس لأهالي الباحة فقط؛ ولكن للوطن عمومًا، حينما يكون الإنسان والمكان هما الهاجس الأكبر في مثل هذه المشروعات التنمويَّة النوعيَّة.