بفضلِ اللهِ، ثمَّ بتضافرِ الجهودِ فِي جامعةِ الملكِ عبدالعزيز، حقَّق اللقاءُ العلميُّ الثَّانِي لوحدةِ أبحاثِ الخلايَا الجذعيَّةِ بمركزِ الملكِ فهد للبحوثِ الطبيَّةِ، أهدافًا مثمرةً، بدءًا بالإقبالِ الكبيرِ علَى اللقاءِ، وانتهاءً بتسجيلِ متبرِّعِينَ بالخلايَا الجذعيَّة، وبينهمَا كانَ التَّعريفُ بالوحدةِ علميًّا والاطِّلاعِ علَى إسهاماتهَا البحثيَّةِ، وكذلكَ الجلسةِ العلميَّةِ التِي تألَّق فيهَا المتحدِّثُونَ الأربعةُ، كلٌّ فِي تخصصهِ، وقدْ حقَّقَ اللقاءُ شيئًا كبيرًا مِن التوعيةِ فِي أهميَّةِ التبرُّعِ بالخلايَا الجذعيَّةِ وجعل ثقافتِهَا فِي الوسطِ الجامعيِّ وبينَ الطلابِ والطالباتِ أمرًا مهمًّا ومطلوبًا، وقدْ شرحَ الأستاذُ لؤي حنيف من السجلِ السعوديِّ للمتبرِّعِينَ بالخلايَا الجذعيَّةِ مفاهيمَ خاطئةً لموضعِ التبرُّعِ بالخلايَا الجذعيَّةِ، كمَا وضَّح المميزاتِ التِي يحصلُ عليهَا المتبرِّعُ، مِن تلكَ الأخطاءِ:
- المفهومُ الخاطئُ عَن التبرُّع بالخلايَا الجذعيَّةِ، حيثُ لَا ضررَ أبدًا علَى المتبرِّعِ، وأنَّ التبرُّعَ بهَا شبيهٌ بالتبرُّعِ بالدَّمِ، ويمكنُ التبرُّعُ بهَا أكثرَ مِن مرَّةٍ وباستمرارٍ مثلِ الدِّمِ تمامًا، ولَا ضررَ مِن ذلكَ أبدًا.
- الحصولُ علَى الخلايَا الجذعيَّةِ يتمُّ بتقنيةٍ متقدِّمةٍ عَن طريقِ الوريدِ دونَ أيِّ ضررٍ علَى المتبرِّعِ.
- الخلايَا الجذعيَّةُ مصدرهَا هُو النخاعُ العظميُّ، وليسَ النخاع الشَّوكي كمَا يظنُّ البعضُ، حيثُ لَا علاقةَ أبدًا للخلايَا الجذعيَّةِ بالنخاعِ الشوكيِّ.
- تستخدمُ الخلايَا الجذعيَّةُ كعلاجٍ ناجحٍ، وينقذ بهَا حياةَ إنسانٍ مصابٍ بسرطانِ الدَّمِ، أو الغددِ اللمفاويَّةِ فقطْ دونَ الأمراضِ الأُخْرَى كمَا يعتقدُ البعضُ.
أما المميزات للمتبرعين بالخلايا الجذعية بعد التبرع، فأولا حصول المتبرع على وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الثالثة، أما الميزة الثانية إذا كان المتبرع سعوديا أو سعودية فهي فتح ملف علاجي له أو لها في مستشفيات الحرس الوطني مدى الحياة، وثالثا أن تكاليف السفر والسكن من وإلى الرياض خلال فترة التبرع تكون على حساب السجل السعودي، وكذلك منحه إجازة مرضية خلال قيامه بالتبرع.
إنَّ التسجيلَ للتبرُّعِ هُو بدايةُ الارتباطِ بالتبرُّعِ مِن خلالِ تسجيلٍ رسميٍّ لمعلوماتٍ عَن المتبرِّعِ، وأخذِ مسحةٍ مِن الفمِ خلالَ دقيقةٍ واحدةٍ لتقصِّي الـDNA المتبرِّعِ، ثمَّ تُحفظُ المعلوماتُ لحينِ وجودِ مريضٍ تتطابقُ شروطُ زراعةِ الخلايَا الجذعيَّةِ لهُ معَ المتبرِّعِ لاتمامِ بعدَ ذلكَ الزِّرَاعة ويكونُ فيهَا إنقاذٌ لحياةِ إنسانٍ كانَ مقبلًا فيهَا علَى الموتِ، لا شكَّ أنَّ التبرُّعَ بالخلايَا الجذعيَّةِ يسهمُ فِي إنقاذِ أرواحٍ وأنفسَ ويمنحهَا الحياةَ من جديدٍ، واللهُ -سبحانَه وتعَالَى- يقولُ: (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا).
إنَّ أعظمَ ميزةٍ هُو أنْ يحظَى مَن يتبرَّع بالخلايَا الجذعيَّةِ ويتحقَّق لهُ إنقاذُ نفسٍ من الموتِ بالأجرِ الكبيرِ البالغِ العطاءِ مِن اللهِ -سبحانَهُ وتعَالَى- وأنْ يكونَ أجرُه علَى اللهِ.