قبلَ شهرينِ تقريبًا؛ أفردتُ مقالًا عن إدارةِ مرورِ المدينةِ المنوَّرة، وأشدتُ بالدورِ الكبيرِ الذِي يُلاحظ تطورهُ فِي هذهِ المنظومةِ المروريَّة يومًا بعدَ يومٍ، وأشرتُ إلى مفهومِ الخططِ المروريَّة التِي نلحظُ الوجودَ والتفعيلَ لمهامِهِم في مختلفِ شوارعِ المدينةِ المنوَّرةِ، وممَّا لا شكَّ فيهِ ارتفاعُ الوعيِ لدَى بعضِ قائدِي المركباتِ ساعدَ فِي التناغمِ الكبيرِ، والحدِّ مِن الحوادثِ المروريَّةِ التِي تشكِّلُ هاجسًا لكلِّ منَّا، وأيضًا لأبنائِنَا وبناتِنَا بقيادةٍ آمنةٍ بينَ جنباتِ طرقنَا المتعدِّدةِ والسَّريعةِ والمتطوِّرةِ.
مرور المدينة، كل الجهود مقدرة وواضحة، إلا أنه لازالت هناك العديد من الصور التي تعاني من التشوه البصري؛ من قبل بعض قائدي المركبات في طرقاتنا، دون أي التزام أو احترام للأنظمة المرورية، ودون مراعاة لحقوق الطريق وسلامة مرتاديه، مثال: الطرقاتِ الجانبيَّة لبعضِ الشوارعِ الرئيسةِ للدخولِ منهَا أو الخروجِ؛ لابُدَّ أنْ يكونَ واضحًا بشكلٍ كافٍ، ووضع لوحاتٍ مروريَّةٍ تعريفيَّةٍ للدخولِ والخروج منهَا، رغمَ أنَّ طريقةَ عملِ الأرصفةِ تُوحِي أو تشيرُ لطريقةِ استخدامِ الطرقِ المتفرِّعةِ، في ظلِّ عدمِ وجودِ لوحةٍ مروريَّةٍ تؤكدُ نظاميَّةَ استخدامِ المداخلِ والمخارجِ، وكذلكَ دونَ وجودِ رادعٍ آليٍّ يدعمُ ذلكَ، ومِن الصورِ المزعجةِ مَا نشهدهُ عندَ الوقوفِ للإشارةِ الضوئيَّةِ المروريَّةِ، ثمَّ يأتِي مَن يلتفُّ عليهَا ويتداخلُ عليهَا مِن اليسارِ لليمينِ دونَ أيِّ مراعاةٍ للمركباتِ التِي التزمتْ بالضوابطِ المروريَّةِ، ومشهدٌ آخرُ فِي الوقوفِ الخاطئِ والعشوائيِّ لبعضِ المركباتِ في المواقِفِ العامَّةِ، أو حتَّى حولَ المساجدِ للصلاةِ، وخاصَّةً في صلاةِ الجمعةِ، فِي مشهدٍ لازالَ يتكرِّرُ دونَ أيِّ مراعاةٍ للطرقاتِ، ومَا يمكنُ أنْ يحدثَ جرَّاءَ هذَا الوقوفِ العشوائيِّ غيرِ المسؤولِ، ومِن المشاهدِ المتكرِّرةِ والمزعجةِ للبعضِ فِي فتحِ الأصواتِ المتعاليةِ مِن الموسيقَى فِي أوقاتٍ متأخِّرةٍ مِن ساعاتِ الليلِ، وكذلكَ استخدام الأبواقِ بطريقةٍ مزعجةٍ وفِي غيرِ مكانِها الصَّحيحِ.
مرورُ المدينةِ، لعلَّ زيادةَ الوعيِ، مِن خلالِ وضعِ اللوحاتِ المروريَّةِ الإرشاديَّةِ فِي جميعِ شوارعِنَا وطرقاتِنَا الفرعيَّة للدخولِ والخروجِ منهَا، ويكونُ هذَا مِن خلالِ حملةٍ مروريَّةٍ كبيرةٍ بمساعدةِ الجهاتِ المعنيَّةِ والمتخصصةِ؛ قدْ يساعدُ فِي رفعِ عمليَّةِ التوعيةِ بشكلٍ كافٍ، ويساعدُ أيضًا فِي سهولةِ تطبيقِ العقوباتِ اللازمةِ، ويكونُ بحقِّ المخالفِينَ رادعٌ كافٍ لهمُ، ويضمنُ لمرتادِي الطريقِ التنظيمَ الكافِي بعيدًا عن الاجتهاداتِ والتخمينِ الخاطئِ، ومَا ينتجُ عنهُم.