Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
علي خضران القرني

شر البلية ما يُضحك

A A
أرسلَ إليَّ أحدُ الأحبَّةِ، عبرَ الواتساب تعليقًا بالصَّوتِ والصُّورةِ، لأحدِ المواطنِينَ الفضلاءَ الغيورِينَ علَى مصلحةِ الطُّلابِ بعنوانِ (شرُّ البليَّةِ مَا يُضحكُ)، يلومُ فيهِ أحدَ الكُتَّابِ اقترحَ فِي مقالٍ لهُ (إلغاءَ مكافآتِ طلابِ الجامعاتِ وفرضَ رسومٍ على الدِّراساتِ الجامعيَّةِ)، معارضًا بشدَّة اقتراحَ الكاتبِ لمخالفتِهِ للواقعِ والمستهدَفاتِ الوطنيَّةِ والإنسانيَّةِ التِي قُرِّرتْ من أجلهَا هذهِ المكافآتُ مِن قِبلِ الدولةِ -أيَّدهَا اللهُ- الداعمةُ لتشجيعِ وتحفيزِ أبنائِنَا وبناتِنَا فِي إكمالِ دراساتِهِم الجامعيَّةِ والعاليةِ، ليكونُوا لَبِناتٍ فاعلةً فِي المجتمعِ، فهُم عدَّةُ المستقبلِ وأملُ البلادِ المُنتَظر.

إنِّني أستغربُ أنْ يصدرَ هذَا الاقتراحُ مِن كاتبٍ يُدركُ أبعادَ هذهِ المكافأةِ ودورهَا فِي خدمةِ شبابِ وشاباتٍ الوطنِ، وفاعليتهَا فِي متطلباتِهِم الدراسيَّةِ والأسريَّةِ، وكنتُ أتمنَّى عليهِ أنْ يُطالبَ بتحسينِ (القدراتِ والتحصيليِّ) بحيثُ تتماشىَ معَ ظروفِ العصرِ ومتطلباتِهِ، والتِي كانتْ ومَا زالتْ تؤرِّقُ الطُّلابَ والطالباتِ فِي دخولِ الجامعاتِ، بدلًا مِن مقترحِهِ البعيدِ عَن الواقعِ وغيرِ المنصفِ، ألَا يعلمُ -وفِي ظنِّي أنَّهُ يعلمُ- أنَّ كثيرًا مِن الأُسرِ تعيشُ عَلَى هذهِ المكافأةِ، والدولةُ حريصةٌ علَى استمراريِّتهَا لعلمِهَا أنَّ حاجةَ الطلابِ والطالباتِ تدعُو لذلكَ، وهِي وسيلةٌ داعمةٌ سنَّتهَا الدولةُ منذُ الأزلِ؛ دعمًا للعلمِ وطلابهِ.

* خاتمةٌ: إنَّ رسالةَ الكاتبِ -أي كاتبٍ- أسمَى مِن أنْ تلحقَ الضررَ بالآخرِينَ، ومَا فِي حُكم ذلكَ، بلْ هِي رسالةٌ ساميةُ الهدفِ والمدلولِ، تدعُو للخيرِ وخدمةِ الإنسانيَّةِ، ومِن الخيرِ للكاتِبِ أنْ يرجعَ عَن اقتراحِهِ، ويعتذرَ لأبنائِهِ الطلابِ وأسرِهِم، فالرجوعُ للحقِّ فضيلةٌ، وأنْ تتَّسمَ طروحاتهُ الإصلاحيَّةُ بمَا يهدفُ إلَى الخيرِ والعملِ الإنسانيِّ، وبمَا يحقِّقُ المصلحةَ العامَّةَ التِي جُنِّدنَا مِن أجلِهَا جميعًا.

*****

* نبضٌ: مِن روائِعِ الشعرِ العربيِّ قولُ الشَّاعرِ فِي الأدبِ والخلقِ:

رأيتُ العِزَّ فِي أدبٍ وَعِلمٍ

وَفِي الجهلِ المَذَّلَةُ والهوانُ

وما حُسْنُ الرِّجَالِ لَهُم بِحُسْنٍ

إذَا لمْ يُسعِدِ الحُسْنَ البَيَانُ

كَفَى بالمَرءِ عيبًا أنْ تَرَاهُ

لهُ وَجْهٌ وَلَيسَ لَهُ لِسَانُ

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store