بدونِ العلاجِ الدِّينيِّ كالمحافظةِ علَى الصَّلواتِ فِي أوقاتِهَا، وفِي الأماكنِ التِي تُؤدَّى فيهَا، وعلَى أذكارِ الصَّباحِ والمَساءِ، والرُّقيةِ الشَّرعيَّةِ، والصَّدقةِ، والدُّعاءِ، وقراءةِ القرآنِ، والطبِّ النبويِّ، سوفَ يكونُ علاجكَ ناقصًا؛ لأنَّكَ ركَّزتَ علَى العلاجاتِ الأُخْرَى الطبيَّةِ والنفسيَّةِ وأهملتَ العلاجَ الدِّينيَّ الذِي يُعتبرُ هُو الأساسُ فِي العلاجِ والمكمِّلُ لعلاجِكَ، لذلكَ يُعتبرُ العلاجُ التكامليُّ أنجحَ وأفضلَ؛ لأنَّ اللهَ -سبحانَهُ وتعَالَى- قالَ: (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ).
الأمراضُ ثلاثةُ أنواعٍ العضويَّة، والنفسيَّة، والروحيَّة: (الحسدُ، السِّحرُ، العَينً، المَسًّ)، وجميعُ الأمراضِ الثلاثةِ مرتبطةٌ ببعضِهَا ومتداخلةٌ، وأعراضُ الأمراضِ الروحيَّةِ متشابهةٌ معَ أعراضِ الأمراضِ النفسيَّةِ، وكلُّ مرضٍ يؤثِّرُ فِي الآخرَ كالجسدِ الواحدِ الذِي قالَ عنهُ النبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: «إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عضوٌ تَدَاعَى لهُ سائرُ الجَسدِ بِالسَّهِرِ وَالحُمَّى».
والقرآنُ فيهِ شفاءٌ تامٌّ مِن جميعِ الأمراضِ المعنويَّةِ والحسيَّةِ، فقدْ قالَ عنهُ تعَالَى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلمُؤْمِنِينَ). وسورةُ الفاتحةِ تُسمَّى الشَّافيةُ، وقالَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: ( اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فَإِنَّ أخْذَهَا بَرَكَةٌ، وتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، ولَا تَسْتَطِيعُهَا البَطَلَةُ).
وقدْ علَّمنَا نبيُّنَا -عليهِ أفضلُ الصَّلاةِ والسَّلامِ- هذَا العلاجَ فقالَ: «ضَعْ يَدَكَ عَلَى الذِي تَألَّمُ مِن جَسدِكَ، وقُلْ: بِسمِ اللهِ ثلاثًا، وقُلْ سبعَ مرَّاتٍ: أعوذُ بعزَّةِ اللهِ وقُدرتِهِ، مِن شَرِّ مَا أَجدُ وأُحاذِرُ».
وهناكَ الكثيرُ مِن الحالاتِ التِي عجزَ الطبُّ والأطباءُ عَن علاجِهَا، وتمَّ علاجُهَا بالعلاجِ الدِّينيِّ، حتَّى أنَّ بعضَ الأطباءِ بعدَ الفحصِ الطبيِّ والتشخيصِ يكتشفُونَ أنَّ النتائجَ الطبيَّةَ سليمةٌ فينصحُونَ مرضاهُم بالرُّقيةِ الشَّرعيَّةِ.
العلَّامةُ عبدالعزيز بن باز -رحمَهُ اللهُ- أُصيبَ بحصواتٍ فِي المرارةِ، وقرَّرَ الأطباءُ فِي مستشفَى الهدَا بالطَّائفِ أنَّ العلاجَ الوحيدَ هُو إزالةُ الحصواتِ بالعمليَّةِ، لكنَّهُ رفضَ العمليَّةَ، وبعدَ 3 أيَّامٍ اختفتِ الحصواتُ مِن المرارةِ، واستغربَ الأطباءُ مِن هذَا! ثُمَّ أخبرُوا الشَّيخَ بالخبرِ، وسألَهُ أحدُ الأطبَّاءِ: هلْ دعوتَ ربَّكَ يَا شيخُ؟ قالَ: نعمْ، واستجابَ لِي ربِّي والحمدُ للهِ.
وهذَا الاستشاريُّ النفسيُّ الخبيرُ الدكتورُ ميسرة طاهر، ذكرَ فِي لقاءٍ تلفازيِّ بأنَّه يعالجُ مرضاهُ بالعلاجِ النفسيِّ السلوكيِّ، ويرشدهُم إلَى العلاجِ بالصَّدقةِ، وقدْ وجدَ النتائجَ مبهرةً، ولَا شكَّ فِي ذلكَ.
وهناكَ 5 مستشفياتٍ فِي مقاطعةِ «لانكشاير» بإنجلترَا، تعتمدُ علَى تشغيلِ القرآنِ الكريمِ فيهَا، ليسمعهُ المرضَى النفسيُّونَ مِن المسلمِينَ، بحسبِ تقريرٍ لصحيفةِ «لانكشاير تليجراف» البريطانيَّةِ، إذْ تلقَّتِ المقاطعةُ تبرُّعاتٍ عبارَة عَن وسائطَ محمولةٍ لتشغيلِ القرآنِ، لتوفيرِ الراحةِ النفسيَّةِ للمرضَى المسلمِينَ.
وكثيرٌ مِن الحالاتِ التِي تراجعنِي فِي العيادةِ الذِينَ يشتكُونَ مِن بعضِ الاضطراباتِ النفسيَّةِ بعدَ أنْ أقومَ بتقييمِ حالاتِهِم الصحيَّةِ والنفسيَّةِ والمشكلاتِ الاجتماعيَّةِ يتَّضحُ خلوِّهِم مِن تلكَ المشكلاتِ، ورغمَ ذلكَ أرشدهُم إلى استخدامِ وتطبيقِ برنامجِ العلاجِ التكامليِّ معَ بعضهِ بعضًا، والبدءِ بمراجعةِ الطبيبِ النفسيِّ لصرفِ الأدويةِ المهدئةِ لهُم فِي حالِ اشتدَّ عليهِم التَّعبُ النفسيُّ، ولكنَّ البعضَ يفضِّلُونَ البدءَ بالعلاجِ الرُّوحيِّ، وفِي المتابعةِ يفيدُونَ بالشِّفاءِ السَّريعِ بدونِ التدخُّلِ الدوائيِّ.
عبدالرحمن حسن جان
مستشارٌ اجتماعيٌّ ونفسيٌّ وإدمانٌ