تُعدّ الجولات الميدانية التي يقوم بها المسؤولون في المملكة للمناطق المختلفة من أبرز الأدوات التي تتيح لهم التفاعل المباشر مع واقع هذه المناطق، والوقوف عن كثب على احتياجات السكان وتطلعاتهم. هذه الزيارات لا تقتصر على مراقبة التقدم في المشاريع فحسب، بل تمثل جزءاً من رؤية شاملة تهدف إلى تعزيز التكامل وتوجيه الجهود نحو تطويرٍ متوازنٍ ومستدام.
وفي هذا السياق، تجسّد زيارات الوزير ماجد الحقيل إلى مناطق مثل الباحة، الحدود الشمالية، الجوف، القصيم، وحائل نموذجاً على حرص القيادة على دعم كل منطقة بخصوصياتها، وتقديم حلول متكاملة تعزز رفاهية الأهالي والزوار على حد سواء.
وفي ظل هذه الرؤية، تأتي الأمانات كركيزة رئيسية في تقديم الخدمات وتعزيز حيوية المدن، حيث تلعب دوراً محورياً في جذب الاستثمارات وتحفيز الاقتصاد المحلي، ليكون كل مشروع نافذةً جديدة نحو تحقيق التنمية المستدامة. فالمدن النابضة بالحياة تسهم في رفع مستوى الخدمات العامة، مثل النقل والرعاية الصحية والتعليم، مما يعزز من جودة الحياة ويجعل الحياة اليومية أكثر سهولة وراحة للسكان والزوار.
إلى جانب ذلك، يمثل التركيز على دعم حيوية المدن جزءاً من تحقيق رؤية 2030، التي تهدف إلى تحويل المدن السعودية إلى مدن عالمية ذات بيئات مستدامة وجاذبة للاستثمار. ويشمل ذلك تعزيز الثقافة والتراث المحلي، مما يسهم في إبراز الهوية الفريدة لكل منطقة، ويجذب السياح والمستثمرين، مضيفاً بذلك قيمة اقتصادية وثقافية للمجتمع.
كما تسعى الأمانات إلى تحسين البيئة الحضرية من خلال تطوير تصميم الشوارع والأرصفة وتنظيم الأسواق والمراكز التجارية، مما يجعل المدن أكثر جاذبية للمشي والتسوق والاستمتاع بالوقت، ويزيد من فرص الاستثمار ويساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي. إضافة إلى ذلك، يسهم الاهتمام بالمساحات الخضراء وتسهيل الوصول إلى الخدمات سيراً على الأقدام في خلق بيئات حضرية مستدامة وصحية تعزز من جودة الحياة.
بكل وضوح، هذه الزيارات هي نموذج لرؤية طموحة تتخطى حدود المشاريع لتصل إلى حياة الناس وأحلامهم، لتصبح كل منطقة بحد ذاتها قصة نجاح تُسطر بيد أبنائها وبدعم من قيادتهم.